أوضح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن العقوبات الأخيرة التي فرضتها أميركا على بلاده هدفها دخول الغاز الأميركي إلى السوق الأوروبي لمنافسة الغاز الروسي، فيما عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم نائب وزير الخارجية اناتولي انتونوف سفيراً جديداً في الولاياتالمتحدة خلفاً لسيرغي كيسلياك. وقال نوفاك في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء (الرسمية التركية) نشرت اليوم (الاثنين) إن مشروع «السيل التركي» الخاص بنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، يبنى وفقاً للجدول الزمني المحدد من قبل الأطراف المعنية، مشيراً إلى مد حوالى 170 كيلومتراً من أنابيب «السيل التركي» في البحر الأسود. ويتكون مشروع «السيل التركي» من خطين لأنابيب نقل الغاز بسعة 31.5 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وسيُخصص أحد الخطين لنقل الغاز الطبيعي إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية. وأعلن بوتين، للمرة الأولى عن مشروع «السيل التركي» في ديسمبر (كانون الأول) 2014. أما مشروع «السيل الشمالي 2» فيبلغ طوله ألف و220 كيلومتراً، ويصل روسيا بالدول الأوروبية عبر بحر البلطيق؛ ويهدف إلى تصدير 55 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي في العام الواحد إلى أوروبا. وهذان المشروعان يعدان بديلين عن الخط الروسي الذي يصل أوروبا عبر أوكرانيا. وأشار نوفاك الذي كان يتحدث إلى «الأناضول» على هامش مشاركته في معرض في إزمير التركية، إلى أن «المشروعين سيزيدان من أمن إمدادات الطاقة لأوروبا وتنوع جهات توفيرها». وعن العقوبات الأميركية الأخيرة المفروضة على بلاده، قال: «أعتقد أنها فرضت ضد روسيا لمحاولة الاستفادة من سوق الغاز الطبيعي الأوروبي. أعتقد أن هذه العقوبات يجري تنفيذها، ليتسنى للمنتجين الأميركيين والغاز الطبيعي الأميركي، منافستنا بشكل أسهل في أوروبا». وأضاف: «لهذا السبب، نحن لا نتوقع أي خطر على مستقبل مشروع السيل التركي، الذي يجري بناؤه وفقاً للجدول الزمني المحدد من قبل الأطراف»، مشيراً إلى أن أوروبا تولي اهتماماً كبيراً لمشروعي «السيل التركي» و«السيل الشمالي 2». وأكد الوزير الروسي رغبة بلاده في رفع حجم التبادل التجاري مع أنقرة إلى مستويات أفضل، موضحاً أنه زاد بنسبة 30 في المئة خلال النصف الأولى من 2017، مقارنة بالفترة ذاتها من 2016. وقال إن الرئيسين بوتين ورجب طيب أردوغان يرغبان في رفعه إلى 100 بليون دولار. وعن مشروع المحطة النووية "أق كويو" الذي ستبنيه مؤسسة الطاقة النووية الروسية (روساتوم) في ولاية مرسين جنوبتركيا، قال نوفاك: «نأمل في الحصول على كل التصريحات اللازمة نهاية 2017، على أن نباشر في البناء مطلع 2018، ونخطط لتسليمه إلى تركيا في الذكرية المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية في 2023». وستكون محطة أق كويو، بعد إنشائها، المحطة النووية الأولى لتركيا، وستبلغ طاقتها 4.800 ميغاواط. وفي موسكو، أعلن الكرملين اليوم انتونوف سفيراً جديداً في الولاياتالمتحدة. وقال الكرملين في بيان: «عين اناتولي انتونوف بمرسوم رئاسي سفيراً لروسيا في الولاياتالمتحدة». ووصلت العلاقات بين واشنطنوموسكو الى أدنى مستوياتها بسبب قضية الاتهامات لروسيا بالتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016.