تواصلت الحركة في بلدة كاربونديل الصغيرة في جنوب ولاية إلينوي أمس (الأحد)، وهي تستعد لتصبح مركز كسوف الشمس في أميركا، عشية الكسوف الكلي للشمس والذي سيجتاز الولاياتالمتحدة على امتداد القارة للمرة الأولى منذ 99 عاماً. وتقع كاربونديل على بعد بضعة كيلومترات شمال النقطة التي سيستمر فيها الكسوف لأطول فترة، لمدة دقيقتين و38 ثانية اليوم. واستفاد الكثير من سكان البلدة التي يقطنها 26 ألف نسمة وتقع على بعد 112 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من سانت لويس من الكسوف، عبر تأجير منازلهم وتصنيع سلع مستلهمة من الكسوف. وقال فنان يدعى مات سرونكوسكي إنه يبيع منذ شهور قمصاناً عن الكسوف رسمها بيده، وإنه صنع المئات من التصاميم الخاصة. وقال إن «قمصانه تحظى بشعبية كبيرة من إنكلترا إلى بحر الصينالجنوبي». وأضاف ابن مدينة كاربونديل «أنا فخور جداً بذلك». وبدأ الكسوف رحلته عبر البلاد ابتداء من ساحل ولاية أوريغون المطل على المحيط الهادئ في وقت متأخر من صباح اليوم، وسيصل بعد 90 دقيقة إلى شواطئ ساوث كارولاينا على المحيط الأطلسي. ومن المتوقع أن يجذب ظل القمر وهو يعبر مباشرة أمام الشمس أكبر عدد من الجماهير يشهد حدثا فلكيا في التاريخ. وتحول حرم جامعة جنوب إلينوي بسبب الحدث إلى مركز ترفيهي يدور كل شيء فيه حول فكرة الكسوف، إذ يوجد بداخله معرض فني وحرفي ومهرجان ومعرض للعلوم كما يوجد عرض خاص من وكالة الفضاء الأميركية يقدم بثا مباشرا لتطورات الحدث. وأشار الكثير من الزائرين إلى أنهم يعانون من صعوبة إيجاد مكان للإقامة، حيث نفدت حجوزات الفنادق منذ شهور ويطلب السكان المحليون مئات الدولارات في الليلة الواحدة، مقابل تأجير غرف منازلهم عبر مواقع خاصة بالتأجير قصير الأمد عبر الانترنت مثل «اير بي أن بي». وقالت إيزيلا اريلانو التي قدمت من شيكاغو مع زوجها وأطفالها إنهم «اضطروا للبقاء في بلدة تروي في ولاية إلينوي، والتي تبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن بلدة كاربونديل». وأضافت «لقد كان بالتأكيد أمراً صعباً للغاية. بحثنا في موقع اير بي أن بي، ولكن الأسعار كانت مستحيلة». وقال جاي دينيس وهو سائح آخر قدم من وينشستر لمشاهدة الكسوف، إنه محظوظ لأن لديه أقارب في المنطقة. ومن المتوقع أن يحضر الحدث الخاص بالكسوف في ملعب سالوكي 14 ألف شخص، إذ يصل سعر التذكرة إلى 25 دولارا.