حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن الخطر الذي يشكله تنظيم «داعش» يبقى قائماً، على رغم إحراز تقدم نسبي في سورية والعراق. يأتي ذلك فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية أن 228 فصيلاً سورياً معارضاً انضموا إلى اتفاقات «خفض التوتر» في مناطق مختلفة من سورية، وفق 20 اتفاقاً تمت بوساطة روسية. وأشار لافروف، أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي في جاكرتا، إلى وحدة مواقف الدولتين إزاء ضرورة حل جميع الخلافات على أساس القانون الدولي واستناداً إلى احترام معايير ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وعبر حوار سياسي، من دون أي تدخل خارجي. وتابع لافروف قائلاً: «في هذا السياق تستدعي قلقنا الشديد الأوضاع التي كانت وتبقى قائمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى رغم إحراز تقدم نسبي في التسوية السورية ومحاربة الإرهاب لم يختف الخطر الذي يشكله تنظيم داعش». وذكر لافروف أن عناصر التنظيم يواصلون انتشارهم في كافة أنحاء العالم، لا سيما قرب حدود روسيا وإندونيسيا، مضيفاً أن موسكووجاكرتا اتفقتا على إيلاء اهتمام خاص بتنسيق الجهود في محاربة التنظيم. إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن 228 فصيلاً سورياً معارضاً انضموا إلى اتفاقات «خفض التوتر» في مناطق مختلفة من سورية، وفق 20 اتفاقاً تمت بوساطة روسية. وأشار بيان الوزارة إلى أن «18 اتفاقاً من هذه الاتفاقات وقُعت في مناطق سكنية بمحافظة حلب، واثنتين في مناطق سكنية قرب محافظة إدلب... ووصل عدد المناطق السكنية التي انضمت لعملية الهدنة إلى 2155». وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن المحادثات في شأن الانضمام إلى نظام «خفض التوتر» في سورية مع فصائل معارضة متواصلة في حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة. إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال فاليري غيراسيموف، بحث مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، عبر الهاتف، تطورات الوضع الأمني في سورية والعراق. وأفادت الوزارة بأن الطرفين بحثا «الخطوات اللاحقة في مكافحة المنظمات الإرهابية الدولية، ومسائل متعلقة بأداء منطقة خفض التوتر في جنوب شرقي سورية». على صعيد متصل، قالت «منصة موسكو» لفصائل المعارضة السورية، إن منصات المعارضة ما زالت مختلفة على السلال الأربع التي طرحها المبعوث الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، خلال محادثات جنيف السابقة. وقال رئيس «منصة موسكو» قدري جميل إن هيئة المفاوضات العليا لم تصادق على الاتفاق الذي جرى بين منصات المعارضة (موسكو، القاهرة، الرياض) حول سلة الدستور، واصفاً الأمر ب «غير الجيد». وتابع: «هناك أمور مستعصية حول سلتي الانتخابات والإرهاب، سيتم الاتفاق عليها بين أطراف المعارضة... ولم يجرِ أي نقاش حول سلة الحكم الانتقالي». وسبق أن قال رئيس «منصة موسكو»، إن هناك قراراً دولياً بوقف الحرب في سورية لبدء عملية التغيير الجدي، مضيفاً أن ذلك يتطلب بدء مفاوضات مباشرة، بوفد واحد، بعد الاتفاق على السلال الأربع، حيث تم التوافق على سلة «الدستور»، ومن الممكن التوافق بسهولة على سلتي «الانتخابات» و «الإرهاب»، وفق رأيه. وطالب جميل بتجميع المنصات الثلاث ضمن وفد واحد للمشاركة بمفاوضات مباشرة، التي تعتبر الطريق الوحيد لتنفيذ القرار الدولي رقم 2245. واجتمع أعضاء من «الائتلاف الوطني السوري» والحكومة السورية الموقتة أمس مع مسؤولين في الرياض، لبحث التطورات السياسية والميدانية في سورية. وتأتي هذه الزيارة عقب طلب «الهيئة العليا للمفاوضات» إجراء لقاء لتوسيع مشاركة الهيئات السياسية الأخرى، مثل منصتي «موسكو» و «القاهرة»، في المفاوضات السياسية. وحضر الاجتماع كل من رئيس الائتلاف رياض سيف ونائباه، ورئيس الحكومة الموقتة جواد أبو حطب، ورئيس وفد المعارضة في محادثات جنيف نصر الحريري، وعضوي الهيئة السياسية أحمد سيد يوسف وهادي البحرة. وأوضح عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرا في تصريح إلى «سمارت»، أن الزيارة مجدولة منذ استلام رياض سيف رئاسة «الائتلاف»، في إطار زيارات بعض الدول الإقليمية والصديقة للثورة السورية. وقال صبرا إن المجتمعين سيبحثون الصعوبات التي تقف أمام انطلاق مفاوضات «جدية ومثمرة في ظل تعنت النظام وحلفائه وتعطيلهم لها، إضافة لبحث مسار محادثات آستانة واتفاق خفض التوتر».