القاهرة، طهران - أ ف ب، رويترز - تضاربت الانباء في شأن خطط لعبور بارجتين ايرانيتين قناة السويس في طريقهما الى سورية، ففي حين اكدت السلطات المصرية انها لم تتلق او ترفض أي طلب لعبور البارجتين، قال مسؤول ايراني ان طهران تقدمت بطلب لمصر وان التنسيق جار في هذه المسألة، كما اكد التلفزيون الايراني ان السفينتين في طريقهما الى قناة السويس. ونقلت قناة «برس تي في» الايرانية عن مسؤول ايراني قوله ان عملية الانتشار ستمضي قدماً، موضحاً: «ستعبر سفينتان حربيتان ايرانيتان قناة السويس. السفينتان في طريقهما للقناة». وأضافت «برس تي في» ان السلطات المصرية لا ترى أن هناك ما يحول دون مرور السفينتين بالقناة، كما نقلت عن مسؤول في البحرية الايرانية قوله ان «المسؤولين الايرانيين على اتصال بمسؤولين في القاهرة لتأمين عبور السفينتين». وأكد ديبلوماسي ايراني ان بلاده تقدمت بطلب الى وزارة الخارجية المصرية للسماح بعبور البارجتين، وقال لوكالة «فرانس برس»: «جرى تقديم طلب، لكن يبدو ان هناك مشكلة ادارية نتيجة الاوضاع الراهنة في مصر»، مشيراً الى ان الاتصالات مع وزارة الخارجية المصرية مستمرة. وأضاف: «طلبوا منا ان نصرح عن تاريخ العبور، وهو أمر مرتبط بفتح المصارف المصرية لأن أي سفينة حربية ام غير حربية ينبغي ان تدفع المستحقات» عن عبور القناة، علماً ان المصارف ما زالت مغلقة في مصر، لكن ذلك لم يحل دون عبور سفن اخرى القناة. وقال الديبلوماسي انه لم يبلغ أي قرار من الحكومة المصرية بمنع السفينتين من العبور، مضيفاً ان بلاده تعمل على الحصول على موافقة بأسرع وقت ممكن. غير ان الموقف المصري بدا غير متسق، اذ قال مدير ادارة التحركات في قناة السويس احمد المناخلي لوكالة «فرانس برس»: «لم نتلق أي طلب لعبور سفن حربية ايرانية»، مؤكداً عدم توافر معلومات لديه عن وجود بوارج ايرانية قرب القناة. وأوضح ان «عبور أي سفينة حربية لقناة السويس يحتاج الى موافقة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية في مصر»، مضيفاً: «لم نتلق اياً من هذه الموافقات» الضرورية لاتمام عملية العبور. ونقلت كالة انباء الشرق الاوسط المصرية امس ان «هيئة قناة السويس نفت اليوم (الخميس) في شكل تام صحة انباء تحدثت عن منع مصر عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين للقناة» مؤكدة عدم تلقي هيئة القناة اي طلب بهذا الشأن حتى الآن. في الوقت نفسه، نفى مسؤول في وزارة الخارجية المصرية ان تكون السفن الحربية تحتاج الى موافقة من وزارة الخارجية لعبور قناة السويس، في حين قال مسؤول في القناة ان البارجتين «كانتا على قائمة السفن المقرر ان تعبر القناة الى البحر المتوسط قبل ان يلغى هذا الامر». وأضاف: «كان لديهما إذن بالعبور، لكن وكيل الشحن ابلغهما امس (الاربعاء) ان إذن العبور أُلغي». غير ان وكيلاً ملاحياً قال ان الطلب قُدم الى الحكومة، لكن المسؤولين رفضوه، مضيفاً ان «الحكومة والمخابرات تدخلتا وقالتا لا». وكانت وسائل اعلام ايرانية رسمية ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري ان بارجتين حربيتين ستعبران قناة السويس، ما أثار حفيظة وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي اعتبر اول من امس ان الامر ينطوي على «استفزاز» للدولة العبرية «لن تتجاهله للابد». ونقلت وكالة «فارس» للانباء الايرانية عن قادة في سلاح البحرية الايراني ان السفينتين المشار اليهما هما سفينة «خرق» المخصصة لنقل الامدادات والمساندة والتي يبلغ وزنها 33 الف طن، والفرقاطة «الفاند»، وهما مصنوعتان في بريطانيا. وتحمل «خرق» طاقماً مكوناً من 250 بحاراً، ويمكن ان تحط على سطحها ثلاث مروحيات. أما الفرقاطة «الفاند» فهي مزودة طوربيدات وصواريخ مضادة للسفن. ويمكن أن يمثل عبور السفينتين مشكلة سياسية للقادة العسكريين الجدد في مصر، خصوصاً بعد استقالة الرئيس حسني مبارك الاسبوع الماضي، وتولي القوات المسلحة ادارة البلاد وتكليفها حكومة احمد شفيق تسيير الاعمال. وستكون هذه المرة الاولى التي تعبر فيها قطع حربية ايرانية قناة السويس منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان الولاياتالمتحدة «تراقب ما تفعله» هاتان السفينتان، مؤكداً انه يتحدث عن السفينتين اللتين اشار اليهما الوزير الاسرائيلي.