لندن - يو بي آي - بدأ واضعو السياسة البريطانية التعامل مع مشكلة انتشار البطالة بين أوساط الشباب، بعدما بلغ عدد العاطلين من العمل منهم نحو مليون شاب، فيما تكافح دول منطقة اليورو لمعالجة هذه المشكلة. وأفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأن معدل البطالة في الدول ال 17 الأعضاء في منطقة اليورو، ارتفع من 14.6 في المئة عام 2008 إلى 20.4 في المئة حالياً، فيما تجاوزت معدلات البطالة بين صفوف الشباب في كل بلدان الاتحاد الأوروبي معدلات البطالة السائدة، باستثناء ألمانيا وهولندا، حيث تقل معدلات البطالة بين الشباب عن 10 في المئة. وحذّر واضعو السياسة في بروكسيل من «جيل ضائع من العمال الشباب»، وعبروا عن قلقهم من أن فجوات العمل في المراحل المبكرة من الحياة المهنية، يمكن أن تؤثر على الأجور لسنوات بل لعقود. ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للاتحاد النقابي الأوروبي جون مونكس (مقره بروكسل) «أن محاولة الشباب الوصول إلى سوق العمل تُعد أكبر قضية يواجهها القطاع في الوقت الراهن في أوروبا، مع أن الأخيرة لم تكن سيئة للغاية في إبقاء الناس في الوظائف القائمة، لكن الحصول على وظيفة في المقام الأول هو الجزء الصعب». وأشار مونكس إلى أن الكثير من الشباب في أوروبا يقدم على العمل بدوام نصفي، وفي وظائف متدنية الأجر وموقتة، ما يجعل صورة البطالة أسوأ مما تظهره الأرقام. وأضافت الصحيفة أن عدد العاطلين من العمل من الشباب في ألمانيا انخفض عام 2010 بعد انتعاشها بقوة من الأزمة الاقتصادية، وبلغ معدلهم في كانون الثاني (يناير) 2011 لدى من تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة، 6.5 في المئة، ما يعادل 305 آلاف شاب، مقارنة ب7.5 في المئة في العام الذي سبقه، لكن لا يزال هناك انقسام حاد بين شطريها الغربي والشرقي، حيث بلغت نسبة البطالة 10.8 في المئة، أي ضعف ما هي عليه في الشطر الغربي. كذلك تعاني فرنسا منذ فترة طويلة من مشكلة إيجاد فرص عمل للشباب، وزادت معدلات البطالة بين صفوفهم خلال فترة الانكماش الاقتصادي أكثر من ضعف المعدل العام، وكان هناك واحد من بين كل 4 شباب بلا عمل في الربع الثاني من عام 2009، مقارنة بواحد من بين كل عشرة من جميع العمال. وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيجعل من قضية البطالة بين الشباب واحدة من الأولويات في حملته لانتخابات الرئاسة أواخر العام الحالي، وأعلن الأسبوع الماضي سلسلة من التدابير الرامية لإحداث فرص عمل للشباب غير العاملين والعاطلين من العمل لفترة طويلة. وفي إرلندا ارتفعت معدلات البطالة بحدة، خصوصاً بين أوساط الشباب دون التاسعة عشرة من العمر، حيث بلغت 36.4 في المئة في الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بمعدل البطالة الوطني البالغ 13.9 في المئة، فيما وصلت في اليونان إلى 35 في المئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع بصورة أكبر مع استمرار الركود الاقتصادي. وتملك إسبانيا أعلى معدل بطالة بين الشباب في أوروبا، بلغت 42.8 في المئة، أي أكثر من ضعف معدل البطالة السائدة والبالغ 19.1 في المئة.