على رغم اشتراك مبنى تهامة للدعاية والإعلان في جدة في خدمات تصريف المياه، إلا أن مشكلة تجمع مياه الصرف الصحي واختلاطها بالمياه الجوفية مثلت عقبة كبيرة أمام المؤسسات العاملة فيه، وأخرى أمام المراجعين بعدم تمكنهم من العبور من بعض الطرقات، فضلاً عن تسببها في تلفيات في عدد من الأجهزة تجاوزت قيمتها ال400 ألف ريال، إضافة إلى حدها من توافر مواقف للمركبات. وعلى رغم نداءات المدير العام للصيانة في الشركة أبكر النجار للمسؤولين في أمانة جدة والشركة الوطنية للمياه بحل مشكلة تجمع المياه إلا أن كل جهة ترمي باللائمة على الأخرى وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً. وأكد النجار أن «المشكلة» ظلت محيطة بالمبنى منذ أربعة أشهر، إذ تسبب ارتفاع منسوب المياه ودخولها إلى الطوابق الأرضية للموقع في خسائر كبيرة وتلفيات لمجموعة من الأجهزة الكهربائية بلغت قيمتها أكثر من 400 ألف ريال. وقال ل«الحياة»: «إن الجهات صاحبة الاختصاص (كأمانة جدة والشركة الوطنية للمياه) ظلت ترمي بالمسؤولية كل على الأخرى بدلاً من التحرك على الفور وإرسال صهاريج لازمة لإزالة المياه من الموقع»، لافتاً إلى تسجيل أكثر من 15 بلاغاً على الأرقام الموحدة للشركة الوطنية للمياه وأمانة جدة ولم تلق اهتماماً منهما، لافتاً إلى أن تجمع المياه بهذه الدرجة الكبيرة يعرض الموقع والعاملين فيه إلى الأمراض وانتشار البعوض والحشرات الناقلة للعدوى. ولم تكن مشكلة تجمع المياه أمام المبنى الوحيدة، إذ كشف المدير العام للصيانة في «تهامة» فقدان أحد الأغطية المختصة بشبكة تصريف المياه ما أسهم في تعرض المارة ومركباتهم للخطر، مفيداً أنه خاطب الشركة الوطنية للمياه منذ فترة لتوفير أحد الأغطية البديلة ولكن من دون جدوى ما اضطر الشركة إلى اللجوء إلى استئجار صهاريج شفط لتجمع المياه. وفي هذا الصدد، أوضح أحد العاملين في المبنى فهد عبدالله معاناته في الحضور يومياً إلى المبنى بسبب تجمع المياه في طرقات وشوارع المبنى، إضافة إلى عدم تمكنه من الحصول على مواقف لازمة لمركبته، مشيراً إلى أن الموقع مهدد بتلوث بيئي إذا استمر تجمع المياه على وضعه من دون تدخل من الجهات المعنية وحل الموضوع في أسرع ما يكون. بدورها، حاولت «الحياة» الاتصال بأحد المسؤولين في الشركة الوطنية للمياه إضافة المسؤول عن مثل هذه الأمور في أمانة جدة لأخذ آرائهم حول معاناة العاملين في المبنى، لكن لم يتم الرد على اتصالات الصحيفة.