هاجم القاص ضيف فهد بشراسة كتّاب الرواية، معتبراً أن «من يقوم بكتابة الرواية هم البلداء»، معتبراً أن كتابة الرواية للكهول، «أستغرب من الشباب الذين يكتبون رواية، ففي الحياة أشياء كثيرة أستمتع بها بدل أن أضيع الوقت في كتابة رواية». جاء ذلك خلال ندوة « ليلة سردية وشهادات إبداعية»، التي أقامها نادي الجوف الأدبي مساء الثلثاء الماضي، شارك فيها القاصان ضيف فهد وماجد الثبيتي، وأدارها دايس محمد الدندني. وطرح ضيف فهد جملة تساؤلات في الشهادة التي قدمها حول تجربته، حول الكتابة، «لماذا كتبت؟! لماذا كتبت و أنا الرجل الذي لا يتحدث أصلاً، والحديث يصيبني، كما يحدث معي الآن، بالربكة والتي قد تفاجئكم بأنني قد أتوقف عن الكلام في أي لحظة لفرط الرعب». وقال إن لديه «عين لص ومخيلة محتال... وعين اللص هي عيني الوحيدة المبصرة عند الكتابة»، مؤكداً أنه يجب الكتابة «من زاوية لا تتمكن ( الصورة مهما كانت براعتها ) من التقاطها .. هذا ما أشتغل عليه... وليس بالضرورة أن أكون نجحت فيه... المهم أنني عرفت شروط اللعبة و امتثلت لها. أنا أناني جداً في قضية الكتابة». وأشار إلى أن كل الذين نجحوا في كتابة نصوص (محلية) مختلفة، «هربوا للماضي... نقلوا حكاياتهم إلى التاريخ الذي كان يمتلك (حياة)... أن تكتب حكاية في مدن ( مقفلة ) على ناسها... أنت بالضبط كمن يكتب حكاية ( خيال علمي )... عالم ( تحلم ) بوجوده». فيما تطرق القاص والشاعر ماجد الثبيتي في ورقته إلى كتابة القصة والقصيدة، وقال: في واقع مليء بالتعقيدات والتناقضات والجمود أصبحت الطرق العفوية للتعبير في حياتي تسير إلى مكان بعيد. الأزيز الذي تصدره أيامي وأشكال الحياة من حولي لا يمكن سماعه جيداً... والمحاولات العبثية في فهم وإدراك كل شيء مسألة خاطئة . الكتابة كانت في البدء المحاولة رقم واحد لتسليط الضوء على الندوب التي تتركها مشاهداتي اليومية، وببطء أصبحت الكتابة والقراءة والفن والتأمل منفذاً للهواء المتخيل ثقباً للأمل الاسم وفرصة أخيرة لعدم الانجراف للواقع المعقد والجامد أعلاه». ولفت إلى أنه لا يستطيع أن يتذكر اللحظة التي دفعته «للخروج من القطيع تلك اللحظة التي تشبه لحظه ولادتي واندفاعي برعب من الرحم البسيط إلى الحياة المعقدة»، مشيراً إلى أنه لم يجد في المدرسة «محفز للكتابة عدا في الثانوية بينما ما أتذكره حول مدرستي المتوسطة وله علاقة بجانب القراءة هو مشهد عابر فقط، وتلا ذلك عدد كبير من كتب الجيب ورواية المستقبل». ويعتقد الثبيتي أن لحظة الكتابة «هي لحظة استقلال عن الاعتياد وموقف المغايرة على ما جرت الأمور وخلاصة الإساءة أحياناً لما يمكن اعتباره موقفاً مفروغاً منه ولذلك أجدها لحظتي الذاتية والوحيدة والممتعة جداً، مديناً لكل من جعل الكراهية مبرراً للكتابة». وتخللت الندوة قراءات لنصوص قصصية قدمها القاصان، لاقت استحسان الحضور.