أدى هجوم إرهابي شنه أكثر من شخص، استهدف جادة لاس رامبلاس في برشلونة، ومقهى «مكابي» اليهودي القريب، إلى سقوط قتلى وعدد كبير من الجرحى تضاربت الأنباء في شأن عددهم. ومع إعلان الشرطة مقتل شخص وإصابة حوالى 32، أفادت وسائل إعلام إسبانية بأن مسلحين نفذا هجوماً في شاحنة بيضاء، استهدف السياح في الجادة قبل أن يترجل أحدهما ويلجأ إلى المطعم اليهودي حيث حاول احتجاز رهائن وتم اعتقاله لاحقاً. وقال مصدر في حكومة كاتالونيا أن عدد القتلى تجاوز 13، في حين أصيب أكثر من خمسين بجروح. وسارعت الشرطة الإسبانية إلى إغلاق المنطقة وإخلائها من السياح وتطويق المطعم وإقفال المؤسسات الإسرائيلية في برشلونة. وتعد جادة لاس رامبلاس من أكثر المناطق في المدينة ازدحاماً بالسياح وفناني الشوارع حتى منتصف الليل. وقالت الشرطة في بيان: «حادث صدم كبير في لاس رامبلاس ببرشلونة نفذه شخص (...) يقود حافلة، سقوط عدد كبير من الجرحى». وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول المنطقة التي وصلت إليها سيارات الشرطة والإسعاف. وحذرت شرطة كاتالونيا المواطنين والسياح قائلة: «لا تقتربوا من المنطقة». وأشار تلفزيون «آر تي في إي» الإسباني الرسمي إلى توقيف مشبوه له صلة بالهجوم. وأضاف أن المحققين يعتقدون أن شاحنتين استخدمتا، واحدة للهجوم والثانية للهرب. وأفادت «وكالة الأنباء الإسبانية» الخاصة «يوروبا برس» بأن الشرطة تبحث عن شخص يدعى أدريس أوكابير تشتبه بأنه استأجر شاحنة على علاقة بالحادث. ولم يكن واضحاً ما إذا كان أوكابير الشخص الذي أوقفته الشرطة. وقال شاهد عيان يدعى عامر أنور لتلفزيون «سكاي نيوز» أنه كان يسير في الجادة التي كانت تكتظ بالسياح، عند وقوع الهجوم، و «فجأة، سمعت صوت اصطدام، وبدأ كل من في الشارع يركض ويصرخ، شاهدت امرأة بجانبي تنادي على أولادها بصوت مرتفع». وأضاف أن «الشرطة وصلت إلى المكان بسرعة كبيرة، وانتشر رجال شرطة يحملون البنادق والهراوات في كل مكان». وقال إيثان سبايبي مدير إحدى الجمعيات الخيرية الذي كان يمضي إجازة في المدينة، أنه احتمى في كنيسة مجاورة مع كثر بعد الحادث. وأردف: «فجأة حدثت حال من الفوضى الحقيقية... وبدأ الناس يركضون ويصرخون». وتابع: «يبدو أن كثراً من الناس لجأوا إلى المتاجر والمقاهي المحلية». ودان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على «تويتر» مساء أمس، «الهجوم الإرهابي»، وقال أن بلاده ستفعل ما هو ضروري للمساعدة». وزاد: «كونوا أقوياء... نحبكم». وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالهجوم. وقالت ماي: «أفكاري مع ضحايا الهجوم الفظيع الذي وقع اليوم في برشلونة ومع أجهزة الإسعاف. إن المملكة المتحدة متضامنة مع إسبانيا ضد الإرهاب». وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع جيم ماتيس ونظيريهما اليابانيين، «أنه يتم تقديم المساعدة القنصلية إلى الأميركيين في المدينة» الذين دعاهم إلى الاتصال بعائلاتهم. وأضاف: «يجب أن يعلم الإرهابيون في جميع أنحاء العالم أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها مصممون على العثور عليهم وإحضارهم للعدالة». وكانت شاحنات كبيرة وصغيرة استخدمت في حوادث إرهابية في أوروبا أخيراً، من بينها «مجزرة نيس» التي قتل فيها 86 شخصاً. وبقيت إسبانيا بعيدة إلى حد ما من حوادث إرهاب كالتي ضربت فرنسا، بلجيكا وألمانيا خلال الأشهر الأخيرة، منذ أن تعرضت لأكبر هجوم إرهابي في أوروبا وقع في آذار (مارس) 2004، عندما أسفر هجوم بالقنابل المليئة بالشظايا في أربعة قطارات أنفاق في مدريد، عن مقتل 191 شخصاً بهجوم تبناه متشددون مرتبطون بتنظيم «القاعدة». وكان تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن حادث نيس وغيره من الهجمات، من بينها اعتداء باريس في 2015.