قلة من النساء شغلن سابقاً وظيفة حكم في دوري أوروبي بارز لكرة القدم، الا أن الشرطية الألمانية بيبيانا شتاينهاوز ستصبح في أول سيدة تتولّى تحكيم مباريات في «البوندسليغا» (الدوري الألماني للدرجة الأولى) الذي ينطلق اليوم، وهو «حلم تحقق أخيراً». ولن تكون شتاينهاوز (38 سنة) أول سيدة تقود مباريات في ألمانيا فحسب، بل هي الأولى على مستوى البطولات الوطنية الخمس الكبرى أوروبياً (ألمانيا، إنكلترا، فرنسا، إسبانيا، وإيطاليا)، لتشكّل سابقة في ميدان تحتل النساء 3,7 في المئة فقط من مناصبه الأساسية. وكانت شتاينهاوز قادت السبت الماضي مباراة بين بايرن ميونيخ وشيمنيتز (5- صفر) ضمن الجولة الأولى من كأس المانيا، وقد أثبتت أنها لا تخشى الركض وسط اللاعبين البارزين، ولم تمتنع عن التربيت على كتف لاعب بايرن الفرنسي فرانك ريبيري، عندما فكّ ممازحاً شريط حذائها قبل ركلة حرة. وعلّق ريبيري: «هي قوية، تتمتع بالكثير من القوة. كان فاصلاً ممتعاً وهي تجاوبت معه وكانت ذات روح مرحة»، مضيفاً: «يمكنك أن تمزح مع الحكام، لكن من الضروري أيضاً وجود احترام متبادل». ومدحت الأمينة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فاطمة سامورا شتاينهاوز، واعتبرت أن إدارتها مباريات في الدرجة الاولى «رسالة قوية الى بقية العالم (...) اذا كنت جيداً، لا يهم ما هو جنسك». لكن شتاينهاوز تسعى الى النأي بنفسها عن النظر اليها كرائدة نسوية، على رغم اعتبارها ان اعتمادها حكماً لمباريات «البوندسليغا» هو «مبادرة رائعة». وقالت في مخيم تدريبي للحكام في تموز (يوليو) الماضي: «لم أخطط أبداً لأكون رائدة في التحرر من القيود. أنا أقوم فقط بما أحبه». ومنذ العام 2011، قادت شتاينهاوز 80 مباراة في دوري الدرجة الألمانية الثانية وحازت على المركز الأول في التصنيف، ونهائي السيدات ضمن مسابقة كرة القدم في دورة ألعاب لندن الأولمبية 2012، ونهائي دوري الأبطال للسيدات هذا الموسم. وفي دوري «البوندسليغا» أدت دور الحكم الرابع، ودفعت يد المدرّب الإسباني السابق لبايرن بيب غوارديولا عندما حاول وضع يده حولها خلال مباراة عام 2014. وتربطها علاقة بالحكم الإنكليزي السابق هاورد ويب الذي قاد نهائي كأس العالم عام 2010 بين اسبانيا وهولندا. ولم تنج شتاينهاوز (1.81م) من التلميحات ذات الطبيعة الجنسية على أرض الملعب. فعام 2015، طردت لاعب فورتونا دوسلدورف الدولي الألماني كريم دميرباي، الذي قال لها إن لا مكان للنساء في كرة القدم. وعاقبه اتحاد بلاده بإيقافه خمس مباريات. تقر شتاينهاوز التي تتعاون مع مدرب للياقة البدنية، بأن قيادة مباريات في «البوندسليغا» سيكون تحدياً على أرض الملعب وخارجه، خصوصاً ان الذكور يهيمنون على اللعبة حتى النسائية منها.