كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة جانباً من حوارات أجراها وفد كردي في بغداد، خلال اليومين الماضيين. وقالت أن الحكومة طرحت خلالها اقتراحاً لإعادة الثقة مع إقليم كردستان مقابل تراجعه عن الاستفتاء على الانفصال، وأكدت أن الولاياتالمتحدة تدعم هذا التوجه بقوة. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع بدء استنزاف «داعش» في تلعفر وتدمير مواقعه بغارات جوية وقصف مدفعي، وأعفت الناطق باسمها لإدلائه بمعلومات «غير دقيقة» عن بدء المعركة. وعقد الوفد الكردي الذي يضم قادة في الحزبين الرئيسيين في كردستان، بينهم روز نوري شاويس، وفؤاد حسين، وفيان دخيل وآخرين، سلسلة اجتماعات مع رئيس الحكومة حيدر العبادي للبحث في مسألة الانفصال بعد اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وحضه على تأجيل الاستفتاء. لكن الزعيم الكردي طلب ضمانات مقابل ذلك. وأعلن المستشار الإعلامي في ديوان الرئاسة بأربيل كفاح محمود أن «الوفد أعرب عن ارتياحه إلى نتائج اللقاء مع العبادي». وأضاف أن «المشكلات العالقة بيننا يجب أن توضع على طاولة الحوار، ويجب البحث في تقبل الآخر، وتأكيد احترام حق الشركاء في العملية السياسية ومطالبهم، وتذليل الصعوبات للوصول إلى حلول ناجعة وفتح كل القنوات للتفاهم مع الأكراد». وقالت مصادر سياسية مطلعة ل «الحياة» أن «الوفد طالب بضمانات مقابل تأجيل الاستفتاء، لكن الاجتماع خلص إلى تقديم بغداد مشروعاً لإعادة الثقة»، ولم تكشف طبيعة هذا المشروع أو تفاصيله، لكنها أكدت أنه «سيعيد تنظيم آليات التعاون بين بغداد وأربيل». وأشارت إلى أن الجانب الأميركي كان على تواصل مع المتحاورين في بغداد، وجدد السفير دوغلاس سيليمان، خلال لقائه الوفد الكردي، تأكيد واشنطن «ضرورة بقاء العراق موحداً»، وتطابقت وجهة النظر الأميركية مع أخرى طرحها السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي. وتجنب بيان لرئاسة الوزراء عن لقاءات الوفد الكردي، ذكر الاستفتاء على الانفصال، واكتفى بالإشارة إلى أن الطرفين «ثمنا الجهود المشتركة في معركة استعادة الموصل وأهمية استكمال تحرير الأراضي التي يسيطر عليها داعش». من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع أمس تنفيذ هجمات على مواقع تنظيم «داعش» في تلعفر. ونفت قيادة العمليات المشتركة ما تداولته وسائل إعلام عن إطلاق معركة تحرير القضاء. وأقال وزير الدفاع عرفان الحيالي الناطق باسم الوزارة العميد محمد الخضري الذي أعلن بدء العملية وأعاده إلى صفوف المقاتلين. وقال العميد يحيى رسول في بيان أمس: «وضعنا خطط التحرير وستشارك في تنفيذها كل القوات بصنوفها ومسمياتها، ونحن في انتظار أوامر القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) لإعلان ساعة الصفر». وتابع أن «القطعات تجري التحضيرات اللازمة، هناك ضربات استنزاف لتجريد داعش الإرهابي من قوته باستهداف مقار القيادة والسيطرة والتجمعات ومستودعات الأسلحة ومعامل التفخيخ تنفذها طائرات القوة الجوية العراقية منذ مدة، بناء على معلومات دقيقة». وشنت طائرات التحالف الدولي ليل أمس غارات مكثفة على مراكز «داعش» في تلعفر، أسفرت عن قتل 12 عنصراً، وفق ما أفادت تقارير الجيش. في هذه الأثناء، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد شاكر جودت في بيان أن طلائع «الفرقتين الخامسة والثالثة وأفواج القناصين والطائرات المسيرة وعشرات الآليات المدرعة وصلت إلى مشارف تلعفر لاستكمال التحضيرات اللوجيستية لمعركة التحرير».