وصل رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الخميس الى بغداد، في اول زيارة لمسؤول تركي على هذا المستوى الى العراق منذ 2009، وتأتي بعد اعوام من الفتور في عهد رئيس الحكومة العراقي السابق نوري المالكي. وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان الأخير استقبل "في القصر الحكومي اليوم داود اوغلو"، من دون تقديم تفاصيل اضافية. وقال الناطق باسم العبادي رافد جبوري لوكالة "فرانس برس" ان العراق "ينظر باهتمام" الى زيارة اوغلو، معتبراً ان "قيام وتعزيز علاقة جيدة بين العراقوتركيا ضروري لازدهار وأمن البلدين". وأضاف: "العراق لا يريد اي عوائق او عقد او مشاكل في علاقاته مع دول العالم ودول الجوار خصوصاً حيث ان الاستقرار الإقليمي هو السبيل الى استقرار كل دولة على حدة وهذا في مصلحة بغداد وأنقرة وكل دول المنطقة". وأضاف ان "العلاقة مع تركيا تستند ايضاً الى مصالح اقتصادية مشتركة يتطلع العراق الى تعزيزها والمضي بها الى الأمام". وتأتي هذه الزيارة بعد اسابيع من زيارة قام بها وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الى انقرة، في سعي الى اعادة العلاقات التي سادها التوتر خلال الأعوام الماضية، وفي خضم المعارك التي تخوضها القوات العراقية والكردية، مدعومة بضربات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وشهدت علاقات البلدين فتوراً خلال الأعوام الماضية، على خلفيات سياسية واقتصادية، منها قرار انقرة تسهيل تصدير نفط اقليم كردستان في شكل مستقل عن الحكومة الاتحادية، ما اثار غضب حكومة بغداد. وتعود آخر زيارة لداود اوغلو الى بغداد الى العام 2013، حينما كان يشغل منصب وزير الخارجية. اما آخر زيارة لرئيس وزراء تركي فقام بها رئيس الحكومة السابق (والرئيس الحالي) رجب طيب اردوغان في 2009. واختلف الطرفان خلال عهد المالكي حول مسائل عدة، ابرزها النزاع في سورية المجاورة، حيث تعد تركيا من ابرز الداعمين للمعارضة، في حين كانت حكومة المالكي مؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد. وترفض تركيا حتى الآن لعب دور كامل في التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورية والعراق.