طالبت أمانة محافظة جدة عدداً من الخبراء والاستشاريين العالميين بإيضاحات أكثر حول بعض «البدائل» المقدمة عوضاً عن مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار، ومدى تأثيرها على إنجاز بعض المشاريع الخدمية الأخرى التي تحتاجها المدينة الساحلية، خصوصاً أنها مشاريع تجري تحت الأرض. وتساءل وكيل أمانة جدة المهندس علوي سميط خلال ورشة عمل عقدتها الأمانة أمس (الثلثاء) استعرضت خلالها بعض البدائل والتصاميم الهندسية لإحلالها بدلاً من مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول، عن مدى تأثير إنشاء تلك البدائل على تنفيذ المشاريع الخدمية الأخرى كمشاريع المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها، وهل يمكن منح توضيحات كافية حول كيفية تنفيذ تلك المشاريع في وجود مثل هذه التصاميم الهندسية الضخمة تحت باطن الأرض؟. وكشفت ورشة العمل التي شهدت عروضاً مختلفة لبدائل مشاريع تصريف المياه والسيول قدمها عدد من الخبراء العالميين والمكاتب الاستشارية، معاناة جدة من خلل كبير في عملية تصريف تلك المياه، بسبب أن أطول نفق أنشئ داخل «عروس البحر الأحمر» لتصريف مياه السيول والأمطار لايتجاوز طوله أكثر من 800 متر فقط، وبعمق لا يتعدى 54 متراً فقط، ما لا يفي بحاجة المدينة الاستهلاكية لتصريف المياه الناتجة من السيول والأمطار. وكانت ورشة عمل اختصاصية دعت إليها أمانة محافظة جدة خلال اليومين الماضيين عدداً من الاستشاريين وأساتذة الجامعات وأصحاب الخبرات في البدائل التصميمية لمشاريع تصريف مياه الأمطار، هدفها إطلاع أعضاء الفريق العلمي في اللجنة التنفيذية على تجارب مختلفة في هذا المجال، خصوصاً بعد التغيرات المناخية في المنطقة التي كان لها الأثر الكبير في ما شهدته مدينة جدة من أمطار غزيرة في السنوات الأخيرة، ولأهمية مواكبة تلك التغيرات بتغيير المفاهيم وطرح الحلول والبدائل غير النمطية والاستفادة من التقدم في «تكنولوجيا» البناء لتنفيذ الحلول بأقصى سرعة ممكنة لتجنب حدوث الأضرار. ولفتت مصادر مطلعة داخل أمانة جدة إلى أن اللجنة المكلفة بالإشراف على الورشة ستعمل على رفع تقرير متكامل عن كل النتائج والتصورات التي تمخضت عنها هذه الورشة لرفعه وبشكل عاجل إلى رئيس اللجنة الفرعية لتطوير المحافظة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل للاطلاع عليه ومناقشة أعضاء اللجنة الفرعية المكلفة حول كل نتائجه. وأشار المصدر إلى أن الدراسات والتصاميم الهندسية التي خرجت بها الورشة ستحمل في طياتها دعماً للخطط التطويرية للأحياء المتضررة في جدة وسبل دعمها، مع التأكيد على سرعة العمل في الانتهاء من الاجتماعات والدراسات لبدء العمل الفعلي الذي يضمن سلامة المدينة وأهلها من المخاطر والكوارث. وعادت الورشة التي اختتمت أعمالها أمس لتؤكد مرةً أخرى على ريادة تجربة المدن العالمية في مجال التصاميم الهندسية للبدائل عن مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول، إذ بعد استعراضها لمدن بانكوك، مكسيكو سيتي، وإسطنبول، طرقت هذه المرة التجربة الحديثة التي نفذتها مدينة مسقط أخيراً في منافحتها لمياه الأمطار والسيول، ورأوا فيها الحل الأمثل للتخلص من مشكلاتها التي دهمت المحافظة خلال الفترات القليلة الماضية، بعد أن تشكلت صورها وصور مشاريعها البديلة أمام المجتمعين في كل تصميم كان يظهر كبدائل لمشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول.