إنهم أسياد القارة حتى إن خفت نجمهم، البطولة القارية تعرفهم وتعشقهم، والأمس لم يكن استثناء، بالأمس كرر الاتحاد حكاية عشقه، ليضرب الشباب في معقله بثلاثة أهداف حملت عبق الاتحاد الجميل، نجح «النمور» من جديد في بلوغ دور ال8، وللمرة الثانية من أمام الشباب. الشباب الذي بحث لاعبوه عن رد الاعتبار وتحقيق الفوز بعد هزيمة الذهاب، وجد نفسه مطالباً بثلاثة أهداف قبل بلوغ الدقيقة ال10 من المباراة بعد أن سجل مختار فلاته هدف فريقه الأول في الدقيقة الثامنة، لتنتهي المهمة بشكل شبه رسمي، قبل أن يضيف المولد هدفين أنهيا مشوار «الليث» في البطولة القارية، على رغم الهدف الشرفي لعبدالمجيد الرويلي، المولد وفلاته صالحا جماهير ناديهم التي خرجت هذا الموسم من دون لقب. جاءت البداية مفاجئة لأصحاب الأرض نظراً للأداء الهجومي السريع الذي لعب به مدرب الضيوف الوطني خالد القروني معتمداً على الثلاثي الشاب عبدالفتاح عسيري ومختار والمولد الذين أرهقوا دفاع الشباب كثيراً، فيما دفع السويح بالمحترف الكوليمبي توريس منذ بداية اللقاء رغبة في تفعيل الأداء الهجومي مع البرازيلي رافينها والمهاجم مهند عسيري، ولكن حيوية الأداء الاتحادي، واللعب من لمسة واحدة، وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، كلها عوامل منحت الضيوف حق السيطرة الميدانية وتسيّد أرضية النزال، وتهديد مرمى الحارس وليد عبدالله من الدقائق الأولى. المهاجم الأسمر المتخصص في مرمى الشباب مختار فلاته باغت أصحاب الضيافة بإحراز الهدف الأول في وقت باكر بعد لمسة من فهد المولد ليتلاعب بالمدافع سياف البيشي بحركة فنية جميلة ويسددها أرضية متقنة في الشباك مسجلاً هدفاً مهماً ألهب حماسة الجماهير الاتحادية في المدرجات وزاد من صعوبة المهمة الشبابية (8). تحرك الشبابيون بعد الهدف، ونفذوا بعض الغارات الهجومية التي عابها التسرع، وافتقدت للتركيز في داخل المنطقة الصفراء، وهدد عسيري مرمى الضيوف بكرة قوية في يد القرني (10)، ثم أرسل حسن معاذ قذيفة قوية من خطأ على مشارف منطقة ال18 اعتلت العارضة (17)، وكاد البرازيلي رافينها أن يدرك التعادل لفريقه بعد فاصل مهاري من أعلى طراز تجاوز خلاله رباعي الدفاع الرهيب والمنتشري وعبسي وقاسم، ولكن براعة الحارس فواز القرني أنقذت الموقف (26). الارتداد الهجومي الأصفر أزعج دفاع الشباب كثيراً، وانسلّ فهد المولد بكرة من الجهة اليمنى وسط غفلة المدافعين، ومررها عرضية أمام المرمى الخالي، طوّح بها مختار فلاته فوق العارضة البيضاء مهدراً فرصة توسيع الفارق (29)، وأضاع توريس فرصة خطرة من داخل منطقة الجزاء سددها في يد فواز القرني (32)، واختتم عسيري مسلسل فرص الفريقين الضائعة في الشوط الأول بكرة رأسية محكمة، استقرت بين يدي المتألق فواز القرني (45). وفي الشوط الثاني، حاول الشباب العودة إلى نقطة البداية من خلال زيادة الضغط الهجومي، وكاد الكولومبي توريس أن يصل إلى شباك الضيوف لولا يقظة الحارس فواز القرني. ووسط الاندفاع الشبابي، ينطلق فهد المولد خلف كرة غمزها مختار فلاتة بكعبه بين المدافعين، لم يجد معها الأول في إيداعها الشباك هدفاً ثانياً (72)، قبل أن يتمكن البديل عبدالمجيد الرويلي من تسجيل الهدف الشرفي للشباب (80)، إلا أن الرد الاتحادي جاء قاسياً بهدف سينمائي من طريق فهد المولد، لا يجيد تسجيله سوى كبار اللاعبين (90).