أقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فجأة رئيس وزرائه عبد المجيد تبون من منصبه بعد عودته مباشرة من إجازة ونحو ثلاثة أشهر من تعيينه. وأفاد بيان نقلته «وكالة الأنباء الجزائرية» الرسمية، بأن «رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنهى مهمات رئيس الوزراء عبد المجيد تبون وعين أحمد أويحيى» في منصب رئيس الحكومة. وذكر في الجزائر أن أويحيى، الرجل النافذ في منظومة الحكم منذ عقدين، على علاقة برجل الأعمال علي حداد الذي كان سبباً في إقصاء تبون، وهو تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات، كما أنه الأمين العام ل «التجمع الوطني الديموقراطي»، القوة الثانية في البرلمان وحليف «جبهة التحرير». وكان تبون عُين رئيساً للوزراء في 24 أيار (مايو) في أعقاب الانتخابات التشريعية في الرابع من الشهر ذاته، والتي فاز بها حزب «جبهة التحرير الوطني» برئاسة بوتفليقة. وشكّل تكليف تبون تأليف حكومة جديدة مفاجأةً في ذلك الوقت، إذ لم تكن إزاحة رئيس الوزراء عبد المالك سلال، «الرجل الوفي» لبوتفليقة، متوقعة. ويترك تبون (71 سنة) رئاسة الوزراء لأويحيى، الذي كان برتبة وزير دولة ويعتبر من الشخصيات القوية في النظام الجزائري. وقال مصدر حكومي طلب عدم كشف هويته لوكالة «فرانس برس»، إن «رؤية رئيس الوزراء (تبون) لم تكن متوافقة مع رؤية الرئيس». وأشار أيضاً إلى مشكلات في «التواصل» بين الرجلين. وتحدثت وسائل الإعلام الخاصة الجزائرية في الأيام الأخيرة، عن رسالة «شديدة» اللهجة وجهها بوتفليقة الى رئيس وزرائه، منتقداً فيها الإجراءات الأخيرة للحد من استيراد عدد كبير من المنتجات. ويُعرف عن أويحيى أنه اقتصادي صارم وضد ما يسميه القرارات «الشعبوية» في مجال الاستثمار والشغل والإسكان. ووفقاً لأستاذ العلوم السياسية رشيد تلمساني، حاول تبون «المساس بمصالح» بعض المنتمين إلى «الطبقة الأوليغارشية» المحيطة بالرئيس.