أعلن زعيم حزب «ليكود» المكلف تشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة بنيامين نتانياهو انه سيواصل العمل من اجل السلام، في وقت كُشف انه اتفق شفويا مع زعيم «اسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان على استئناف اعمال البناء في مستوطنة «معاليه ادوميم» في القدسالمحتلة، وسط انباء عن مشروعيْن استيطانيين في قلب القدس، احدهما ستتم الموافقة عليه اليوم لبناء حي يهودي في الشيخ جراح، والآخر يجري العمل من اجل اقراره ويتضمن بناء 230 وحدة سكنية في ابو ديس مقابل البرلمان الفلسطيني. (راجع ص 4) وحدد نتانياهو الخطوط العامة لسياسته ازاء عملية السلام مع الفلسطينيين، معلناً في خطاب القاه امام مؤتمر لرجال اعمال من اسرائيل والعالم عقد في القدس، ان حكومته ستكون «شريكا للسلام»، و»سأتفاوض مع السلطة الفلسطينية من اجل السلام» الذي وصفه بأنه «الهدف الاخير». واضاف ان «المسار الاقتصادي ليس بديلا عن المفاوضات السياسية بل تكملة لها». لكنه تجنب اعلان قبوله حل الدولتين الذي تؤيده الادارة الاميركية، ما دفع السلطة الفلسطينية الى التأكيد على لسان الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ان الحكومة الاسرائيلية المقبلة يجب ان تلتزم حل الدولتين بشكل واضح ومن دون أي لبس. وبدا ان نتانياهو يسعى الى تلميع صورة حكومته التي تضم الاحزاب اليمينية والدينية الاشد تطرفا. غير ان الاذاعة العسكرية الاسرائيلية كشفت انه ابرم اتفاقاً شفوياً سرياً مع ليبرمان يقضي بتنفيذ المخطط الحكومي الجاهز منذ سنوات لبناء 3500 وحدة سكنية جديدة في المنطقة المعروفة ب «اي 1» الواقعة بين القدسالمحتلة ومستوطنة «معاليه ادوميم» على الطريق الى اريحا، وذلك في انتهاك للتعهد الاسرائيلي لواشنطن بتجميد هذه الخطط التي ستؤدي الى شطر الضفة الغربية الى قسمين، ما يعيق انشاء دولة فلسطينية مستقبلة تتمتع بتواصل جغرافي. ولا تقف خطط الاستيطان عند هذا الحد، اذ يجري الحديث هذه الايام عن مخططين جديدين لبناء حيين يهوديين في قلب القدسالمحتلة. في هذا الصدد، افادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس ان لجنة البناء التابعة للبلدية الاسرائيلية للقدس ستصادق اليوم على بناء حي يهودي يضم 20 وحدة سكنية على سفح جبل سكوبس في اتجاه حي الشيخ جراح على ارض مساحتها 5 دونمات اشتراها المليونير اليهودي الاميركي أروين موسكوفيتش. في الوقت نفسه، تواصل جهات في البلدية مساعيها من اجل اقرار مخطط لبناء 230 وحدة سكنية في حي جديد يدعى «كدمات تسيون» وترعاه الجمعية الاستيطانية «عطيرت كوهانيم»، على مساحة مئة دونم على اراضي قرية ابو ديس، علما ان هذا المشروع جمد قبل 9 سنوات حين كان ايهود اولمرت رئيسا للبلدية.