أكدت روسيا أمس، موقفها القائل بضرورة التوصل الى توافقات سياسية في ليبيا، لكنها شددت على أن «أي وساطة يجب أن تجرى تحت اشراف الأممالمتحدة»، في تشكيك غير مباشر بالجهود الديبلوماسية الفرنسية في هذا الملف. واجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباحثات في موسكو أمس، مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ركزت على تطورات الموقف في ليبيا. واستهل الوزير الروسي اللقاء بالإشارة إلى أن بلاده «تتابع عن كثب تطورات الموقف، والجهود التي يبذلها الجيش الليبي في مكافحة الارهاب». واكد ان بلاده تصر على موقفها الداعي الى تركيز الجهود على الحلول السياسية على صعيد الوضع الداخلي الليبي، و «ندعم كل الاتصالات التي تهدف الى التوافق بين الليبيين». وزاد مخاطباً حفتر: «للأسف، الوضع في ليبيا لا يزال معقداً، ولم يتم تجاوز خطر التطرف. ولكننا نعلم بالتدابير المتخذة وندعم بنشاط الاتجاه الناشئ نحو تنشيط عمليات التسوية السياسية وإعادة بناء الدولة بشكل كامل». وقال لافروف إن روسيا «ترحب بسعي القائد العام للجيش الوطني الليبي للتوصل إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني، لكن من الضروري ان تتولى الاممالمتحدة الإشراف على كل جهود الوساطة». وزاد أن «لا بديل من توصل الليبيين الى حلول بأنفسهم من دون تأثيرات خارجية». وأشار لافروف إلى أن موسكو تتوقع أن يزور غسان سلامة، المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى ليبيا، روسيا قريباً. وأشاد حفتر بالموقف الروسي وأكد حرصه على «تعزيز العلاقات والتعاون مع موسكو». ولفت إلى «الانجازات الكبرى التي تمكن الجيش الليبي في تحقيقها على صعيد مكافحة الارهاب»، وقال إن 90 في المئة من الاراضي الليبية تحررت من الارهابيين، وسنواصل العمل حتى تحرير كل اراضي ليبيا». ولفت إلى اهمية مواصلة التنسيق مع موسكو على مختلف الصعد، مشيراً الى اهتمام خاص بتنشيط الدور الروسي في ليبيا. وأعرب حفتر في أعقاب المحادثات للصحافيين عن ارتياحه للمشاورات مع الجانب الروسي، وقال إن موسكو «يمكن ان تلعب دوراً مهماً جداً في كل الملفات المتعلقة بالتسوية في ليبيا». ولفت حفتر إلى أنه حرص على «عرض مستجدات الوضع على الجانب الروسي وناقشنا كل التفاصيل، ولدينا حرص خاص على التشاور مع موسكو وعلى تشجيع دور روسي في ملف المصالحة والملفات الأخرى». وانتقد حفتر حكومة الوفاق فائز السراج، فقال إنه «رغم الاتفاق مع السراج على الكثير من المبادئ إلا أنه أخل بها». وسُئل عن ملف التعاون العسكري مع روسيا، فقال إن «الدعم العسكري كان مطروحاً على طاولة البحث خلال المحادثات» من دون أن يوضح تفاصيل حول اتفاقات في هذا الشأن. وقال مصدر روسي ل «الحياة» إنه لم توقَّع أي اتفاقات خلال الزيارة، علماً أن حفتر اجرى بعد لقائه لافروف محادثات في وزارة الدفاع الروسية شملت وزير الدفاع سيرغي شويغو وعدد من المسؤولين في الوزارة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية الروسية عن فاضل الديب، مستشار قائد الجيش الوطني الليبي ان «الوضع الأمني في ليبيا وفي منطقة البحر الأبيض المتوسط» شكّل المحور الأساسي في المحادثات مع شويغو. في غضون ذلك، كشفت مصادر مأذونة مساء أول من أمس، عن احتجاز رئيس الوزراء السابق علي زيدان في العاصمة على يد عناصر تابعة لكتيبية «ثوار طرابلس» بقيادة هيثم التاجوري. وأشارت المصادر إلى أن زيدان اقتيد «من فندق فيكتوريا في شارع خالد بن الوليد بمنطقة الظهرة إلى جهة غير معلومة». وأكدت مصادر في المجلس الرئاسي أن المجلس «لم يكن على علم بترتيبات زيارة زيدان» إلى طرابلس، وأوضحت أن أحد النواب «من مدينة الزاوية هو الذي أبلغ المجلس الرئاسي بوجود زيدان وطلب توفير مكان الإقامة له في أحد فنادق العاصمة». لكن المعلومات المتضاربة عن مصير زيدان، تثير التساؤل حول ما إذا كان احتجازه أتى تنفيذاً لمذكرة من النائب العام بهذا الخصوص، أم هو رد فعل منفرد من قبل إحدى المجموعات المسلحة في العاصمة. وقالت مصادر مقربة من عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية عبدالله عبدالنبي إنه «رتب حجز الفندق لزيدان لكن لم يتعهد بتوفير الحماية وأن الأخير كان يسعى إلى ترتيب لقاء مع السراج». من ناحية ثانية، استهدفت طائرات عمودية تابعة لسلاح الجو الليبي، قارب محمل بالأسلحة والذخائر، قبالة الساحل الشرقي لمدينة درنة، أثناء محاولته الوصول إلى المدينة لدعم الجماعات المتطرفة فيها. وفتحت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا تحقيقاً في انتهاكات أمنية وقعت في الأيام الأخيرة في حقل الشرارة النفطي أكبر حقل في البلاد.