في خطوة تحمل دلالات رمزية كبيرة، دخلت حاملة طائرات روسية المياه الليبية للمرة الأولى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في العام 2011، وصعد إلى متنها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وأجرى محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وتسلم حفتر كمية من الأدوية والمواد الطبية، كما أعلنت المصادر العسكرية الروسية والليبية، التي أشارت إلى أن الحاملة أتت من طرطوس. وأفادت مصادر ليبية بأن الناقلة أقلت وفداً عسكرياً روسياً تقدمه رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف الذي توجه إلى طبرق حيث عقد لقاء مع حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح. لكن المصادر الرسمية الروسية لم تؤكد وصول غيراسيموف إلى طبرق، في حين لم تستبعد مصادر تحدثت إلى «الحياة» أن يكون لقاء جرى مع عسكريين روس على متن حاملة الطائرات قبالة سواحل طبرق، من دون تأكيد هوية المسؤولين الروس. لكن المصادر توقعت الإعلان عن تحالف بين الجانبين لمكافحة الإرهاب. ونقلت وكالات أنباء من الجانبين عن بيان أصدرته إدارة شؤون الإعلام والاتصالات في وزارة الدفاع الروسية أمس، أن «القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر زار حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف» الروسية الوحيدة في البحر المتوسط. وتوقف مراقبون في المنطقة عند وصف حفتر ب «القائد العام للجيش الليبي»، خلافاً لنظرة الغرب، الذي يعتبر المشير قائداً لفصيل في الصراع الدائر في البلاد. ويعد ذلك تحولاً مهماً في موقف موسكو التي وعدت حفتر خلال زيارته الأخيرة لها، بالسعي لدى مجلس الأمن من أجل رفع حظر السلاح عن قواته. وأفاد بيان وزارة الدفاع الروسية بأن حفتر قام بجولة قصيرة في السفينة والتقى أفراد طاقمها كما تحادث مع وزير الدفاع الروسي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة «في شأن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط». وأورد البيان أن حفتر «تسلم في اختتام زيارته شحنة من الأدوية الأساسية الضرورية للجيش الليبي والمدنيين». يُذكر أن حفتر زار روسيا مرتين سابقاً، والتقى وزير الدفاع الروسي شويغو والخارجية سيرغي لافروف إضافة إلى قائد الأمن الوطني الروسي الجنرال فيكتور زولوتوف، وتلقى وعوداً بالحصول على دعم عسكري وسياسي لقواته التي تسيطر على شرق ليبيا. كما طبعت موسكو في وقت سابق 4 بلايين من الدنانير الليبية (2.8 بليون دولار) بموجب عقد مع مصرف ليبيا المركزي، ونقلتها إلى مناطق سيطرة حفتر شرق البلاد، حيث باتت تُستخدم، في حين تُتداول في الغرب الواقع تحت سيطرة خصوم حفتر، وخصوصاً العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، عملةٌ ليبية مطبوعة في بريطانيا. وتلقى حفتر (73 سنة) تدريبه العسكري في الاتحاد السوفياتي في فترة السبعينات، ويجيد التحدث باللغة الروسية. وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إن «هناك ضرورة لمشاركة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في إدارة ليبيا». ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن غاتيلوف قوله: «نحن على ثقة بأن الليبيين يجب أن يصلوا إلى توافق حول مشاركة حفتر في القيادة الجديدة للبلاد».