تواصل الطائرات الروسية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها قصفها المكثف مستهدف منطقة السخنة، بعد ساعات من سيطرة القوات النظامية على مدينة السخنة الاستراتيجية، آخر معاقل «داعش» في محافظة حمص و «بوابة» محافظة دير الزور شرقاً. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام تقصف بشكل مكثف مع غارات عنيفة للطائرات الروسية الضواحي الشمالية لمدينة السخنة على الطريق الواصل بينها وبين منطقتي الطيبة والكوم، بالتزامن مع استهدافها الضواحي الشرقية للمدينة على الطريق الآخذ إلى دير الزور. وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية تقوم بعمليات تمشيط داخل المدينة وعمليات تفكيك الألغام، التي زرعها التنظيم داخل المدينة. وكانت قوات النظام تمكنت ليل السبت - الأحد من تحقيق تقدم هام واستراتيجي في البادية السورية، حيث سيطرت قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية على مدينة السخنة، آخر مدينة يسيطر عليها «داعش» في بادية حمص. وجاءت عملية السيطرة بعد قصف عنيف ومكثف من قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية والقصف المكثف من الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، على المدينة. وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قوات النظام تواصل عملية تمشيطها المدينة، بحثاً عن جيوب أو عناصر متبقية من التنظيم في المدينة، التي أسقطتها قوات النظام نارياً منذ نحو 8 أيام، إلا أنها لم تتمكن من فرض سيطرتها العسكرية على المدينة، بسبب إعاقة عشرات العناصر المتبقين من «داعش» عملية السيطرة على المدينة، بسبب رفضهم الاستسلام أو الانسحاب من المدينة، عبر وساطات من وجهاء المدينة والمنطقة، وإصرارهم على مواصلة القتال حتى النهاية. وعلم «المرصد» أن العناصر الذين كانوا متبقين في المدينة انسحبوا في النهاية. وتوثَّق «المرصد» من مقتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من التنظيم خلال عمليات التقدم منذ ليل الجمعة وحتى أمس. وكان «المرصد» أفاد بأن العشرات من عناصر التنظيم الذين يرفضون الانسحاب من المدينة غالبيتهم من أبناء مدينة السخنة، واختاروا القتال إلى النهاية. وذكر «المرصد» نهاية الشهر الماضي أن «داعش» نفذ انسحابات متتالية من مدينة السخنة، بعد تمكن قوات النظام من الوصول إلى أطراف المدينة، وتوجه غالبية عناصر «داعش» إلى دير الزور. إلى ذلك، أكدت عدة مصادر موثوقة للمرصد، أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى قوات النظام في ريف مدينة سلمية، في إطار العملية العسكرية التي تعتزم قوات النظام تصعيدها في الريف الشرقي لحماة، ضد «داعش» الذي يسيطر على عشرات القرى في المنطقة. وتأتي هذه الحشود والتعزيزات العسكرية من عناصر وعتاد وذخيرة وآليات عسكرية، بعد أيام من هجوم معاكس نفذه التنظيم في المنطقة الممتدة من ريف حماة الشرقي، وصولاً إلى جبال الشومرية في الريف الشرقي لحمص، تمكن التنظيم خلاله من استعادة السيطرة على نقاط كانت قوات النظام تسيطر عليها قبيل تنفيذ قوات النظام هجومها المعاكس واستعادة معظم النقاط. مزيد من الخروقات يطاول ريف القنيطرة تزامناً، تعرضت مناطق في بلدة حيان بالريف الشمالي لحلب، لقصف من قوات النظام، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في مدينة عندان، بالريف ذاته، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة القنيطرة، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الحميدية بريف القنيطرة الأوسط، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، ليسجل بذلك خرقاً جديداً في هدنة الجنوب السورية المستمرة منذ 9 تموز (يوليو) الماضي باتفاق روسي– أميركي– أردني. وكانت قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة الطيحة بريف درعا الشمالي، ما أدى إلى أضرار مادية. كما سقطت قذيفة على منطقة في أطراف بلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي، ما أسفر عن أضرار مادية. وفي الرقة، أفاد «المرصد» بتمكن «قوات سورية الديموقراطية» مدعمة بقصف التحالف الدولي وبالقوات الخاصة الأميركية، من تحقيق تقدمات في محاور بالمدينة، مسيطرة على نحو 55 في المئة من مساحة مدينة الرقة، لتتبقّى بذلك مساحة نحو 45 في المئة من المدينة في يد تنظيم «داعش». ويسعى التنظيم لصد تقدم «سورية الديموقراطية» عبر تفجير المفخخات ونشر أعداد كبيرة من القناصة وزرع الألغام بشكل مكثف. وترافقت عمليات التقدم مع قصف يومي طاول مناطق سيطرة التنظيم في الرقة وفيها عشرات آلاف المدنيين السوريين. وارتفع إلى 1455 عدد الأشخاص الذين قتلوا ووثقهم «المرصد السوري» منذ انطلاقة معركة الرقة الكبرى. ورصد «المرصد» أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية «غضب الفرات» المؤلفة من «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» والقوات الخاصة الأميركية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، منذ بدء معركة الرقة تسببت في مقتل ما لا يقل عن 654 عنصراً من «داعش». ووثق «المرصد» في الفترة ذاتها، مقتل 278 عنصراً من قوات عملية «غضب الفرات».