ال"فونومينو" لم يعد يقوى على تقديم ما يتمناه ويثلج قلب جمهوره, ففضل الترجّل. أدرك التحولات الفيزيزلوجية بواقعية مجرّدة. في سن الرابعة والثلاثين، لمس لويز نازاريو دي ليما (رونالدو) أنه لم يعد كما كان، وتراكم الأيام لا يعني مرة تجاوز المعضلة البدنية. بصدق متناه، أوضح النجم البرازيلي أنه يريد الاستمرار لكنه لم يعد يقوى على ذلك. وزاد: "أحياناً أهمّ لأنفّذ حركة معينة، فيخونني جسدي". وإلى العثرات البدنية، عجّل في قرار رونالدو غضب جمهور كورنثيانز، بعد إخفاق الفريق الذي إنضم إليه في كانون الأول (ديسمبر) 2008، في التأهل لكأس أندية أميركا الجنوبية "كوبا ليبرتادورس". بعد ظهر الاثنين (14 شباط/ فبراير – في عيد الحب) بالتوقيت العالمي، وضع رونالدو المتوج بلقب بطل مونديالي 1994 و2002 والحائز على جائزة الكرة الذهبية عامي 1997 و2002، حداً لمسيرة إحترافية في عالم معشوقته استمرت 18 عاماً، وكرر ما سبق أن أدلى به قبل 24 ساعة لوسيلتين إعلاميتين: "لم أعد قادراً. أريد مواصلة مشواري، لكنني غير قادر. أفكر بحركة ما ولا أستطيع تنفيذها كما أريد. حان وقت الاعتزال". وأضاف "الظاهرة" في تصريح لشبكة "غلوبو": "جسدي يؤلمني. ذهني يريد مواصلة اللعب لكن جسدي يقول لم أعد في إمكاني فعل ذلك". وكان رونالدو الذي يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في كأس العالم (15)، كشف سابقاً أنه يتوقع إعلان إعتزاله نهاية عام 2011، لكن الإصابات التي لاحقته وخروج فريقه كورنثيانز من مسابقة "كوبا ليبرتادوريس"، من العوامل التي سرعت في اتخاذ قراره. وتوّج رونالدو خلال مسيرته الرائعة بجميع الألقاب الممكنة باستثناء لقبي كوبا ليبرتادوريس ودوري أبطال أوروبا، كما عانى من ثلاث إصابات خطرة في ركبته. وأحرز جائزة الاتحاد الدولي لأفضل لاعب في العالم في ثلاث مناسبات أعوام 1996 و1997 و2002. ودافع رونالدو عن ألوان أهم الأندية الأوروبية على الإطلاق وهي برشلونة وريال مدريد الإسبانيان وإنتر ميلان وميلان الإيطاليان، وبدأ مشواره الاحترافي عام 1993 مع كروزيرو لكن سرعان ما تحول للعب في القارة الأوروبية حيث خطف الأضواء مع ايندهوفن بين 1994 و1996 قبل الإنضمام إلى برشلونة الذي توّج معه بلقب الكأس الإسبانية (1997) وكأس الكؤوس الأوروبية (1997) وكأس السوبر المحلية (1996). كما توّج مع إنتر بلقب كأس الاتحاد الأوروبي (1998)، ومع ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني (2003 و2007) والكأس القارية (2002) وكأس السوبر المحلية (2003). وخاض رونالدو 97 مباراة مع المنتخب البرازيلي "سيليساو" سجل خلالها 62 هدفاً، وهو شارك في كأس العالم ثلاث مرات (لم يخض أي مباراة في نهائيات 1994( وتوّج باللقب مرتين (1994 و2002)، وبلقب كوبا أميركا مرتين (1997 و1999) وكأس القارات مرة واحدة (1997). وخلال مراحل تفوقه الفني عُرف بانقضاضاته الهجومية وخردقته "القاتلة" لخطوط الدفاع بفضل مهاراته الفائقة.