التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، وذلك في إطار زيارته الحالية للقاهرة للتباحث حول جهود تسوية الأزمة الليبية. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن شكري حرص في بداية اللقاء على إطلاع المبعوث الدولي على رؤية مصر تجاه آخر المستجدات في الشأن الليبي على الصعيدين السياسي والأمني، والتحديات التي تواجهها مصر من استمرار حال الانفلات الأمني في ليبيا، إضافة إلى التعرف إلى نتائج الاتصالات والمشاورات التي قام بها غسان سلامة أخيراً مع عدد من الشخصيات والقوى الفاعلة على الساحة الليبية، وجولاته الميدانية في عدد من المدن الليبية واتصالاته مع الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصِّلة. وتطرق الجانبان إلى كيفية البناء على نتائج اللقاء الذي جمع بين رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في باريس أواخر الشهر الماضي، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية ورأب الصدع بين الأطراف الليبية المختلفة. وكشف أبو زيد أن الوزير شكري عرض أمام المبعوث الدولي للجهود والتحركات التي قامت بها مصر لتعزيز بناء التوافق والمصالحة الوطنية في ليبيا، والمشاورات التي أجراها الوزير المصري مع نظيرته الأوروبية فيديريكا موغيريني على هامش أعمال مجلس المشاركة المصري– الأوروبي يوم 25 تموز (يوليو) الماضي في بروكسيل، كما اطلع شكري المبعوث الدولي على نتائج اجتماعات وفدي برقة ومصراته، التي استضافها الفريق محمود حجازي رئيس اللجنة الوطنية المعنية بالشأن الليبي في 3 الجاري. وأكد الوزير المصري خلال اللقاء أن الترتيبات المستقبلية يجب أن تتضمن خطوات جادة من أجل استعادة وحدة ليبيا وتفعيل دور المؤسسات الوطنية الليبية، مشدداً في هذا الصدد على محورية اتفاق الصخيرات كأساس للتسوية السياسية الشاملة واستعادة الاستقرار في ليبيا، وأهمية المضي قدماً بالتعديلات المطلوب إجراؤها على الاتفاق السياسي لضمان وضوح الرؤية في شأن عمل المؤسسات الوطنية الليبية إلى حين إجراء الانتخابات. وأشار إلى أهمية دور الأممالمتحدة في متابعة تنفيذ اتفاق الصخيرات، وتطلع مصر لمزيد من التشاور والتنسيق مع الأممالمتحدة في هذا الشأن. في المقابل، أشاد سلامة بالدور المصري من أجل حلحلة الأزمة في ليبيا، وما تبذله من جهود لتفعيل المسار السياسي من خلال الحل السلمي والحوار بين كافة الأطراف الليبية، معرباً عن حرصه على التنسيق المستمر مع القاهرة خلال الفترة المقبلة. واتفق الجانبان على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين الأممالمتحدة ومصر في ما يتعلق بتعزيز جهود بناء التوافق الوطني في ليبيا، وبما يضمن الحفاظ على وحدة واستقلالية الأراضي الليبية. على صعيد آخر، طالب نشطاء وأعيان وحكماء مدينة بنغازي رئيس وأعضاء مجلس النواب برفض مسودة الدستور التي أصدرتها هيئة صياغة الدستور، ووصفوها بغير العادلة، مبينين أنها لا تلبي طموحات وحقوق كافة التركيبات والمناطق في ليبيا. كما طالب أعيان وناشطو بنغازي خلال لقائهم أمس رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعدداً من النواب بأن يكون الدستور توافقياً، وليس بالمغالبة، مؤكدين عدم اعترافهم بأي دستور لا يعطي بنغازي الحق في أن تكون عاصمة ثانية للبلاد، مجددين تأييدهم الكامل لمجلس النواب ورئاسته.