اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيا الانقلابية باتجاه مدينة المخا غرب تعز أمس (السبت)، وتمكنت من تفجير زورق مفخخ قبالة مينائها، حسبما ذكر موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش الوطني اليمني. ونقل عن مصدر عسكري قوله إن «الميليشيا الانقلابية أطلقت من مواقع تمركزها في مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة، صاروخاً باليستياً باتجاه مدينة المخا الساحلية، وتمكنت الدفاعات الجوية من تفجيره في سماء المدينة ولم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية». وقالت مصادر عسكرية أخرى إن «قوات التحالف العربي اعترضت فجر اليوم زورقاً مفخخاً كان معداً لاستهداف ميناء المخا». وذكرت المصادر أن «المليشيا وجهت الزورق متحكمة به عن بعد، نحو سفن حربية تابعة للتحالف العربي كانت راسية في ميناء المخا، لكن قوات التحالف اعترضته وفجرته قبيل وصوله الى الهدف الذي كان مسيراً نحوه». وقال الناطق باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان إلى «رويترز» إن «فجر اليوم السبت الساعة الثالثة صباحاً قامت الميليشيا الحوثية المسلحة بمحاولة استهداف ميناء المخا من خلال زورق مفخخ مسيّر يرجح أنه من نوع شارك». وأضاف: «تمكنت قوات التحالف المشتركة من رصد تحرك الزورق على بعد 3 أميال بحرية من الميناء و(كان) يسير بسرعة 39 عقدة. تم اعتراض تحركه باتجاه الميناء من خلال الوسائل الدفاعية ما تسبب بانحرافه عن مساره الرئيس». يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المعارك الميدانية بين قوات الجيش الوطني والمليشيا الانقلابية في مديرية موزع المجاورة. إلى ذلك، وصلت الى مطار البطين في أبو ظبي ظهر أمس جثامين الشهداء الذين قضوا في اليمن وهم: النقيب أحمد خليفة البلوشي، والملازم الأول الطيار جاسم صالح الزعابي، والوكيل محمد سعيد الحساني، والوكيل سمير محمد مراد أبوبكر، بطائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي يرافقها عدد من ضباط وضباط صف القوات المسلحة، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (واس). وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة نعت أمس «جنودها البواسل الذين استشهدوا أثناء تأديتهم لمهمتهم الاعتيادية في محافظة شبوة باليمن بعد تعرض طائرتهم المروحية لخلل فني مما أدى إلى هبوطها اضطرارياً وارتطامها بالأرض». على صعيد آخر، حذرت مصادر إعلامية في الداخل اليمني من خطورة مخططات ميليشيا الانقلاب الحوثية التي تنفذها حالياً لتغيير عقائد الأطفال والجنود من القطاعات كافة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم. وأوضحت المصادر أن «تلك الميليشيا شرعت في تنظيم دورات ثقافية دينية داخل الوحدات العسكرية والأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها والمراكز الصيفية التي أنشأتها لهذا الغرض بهدف تعليم عقائدها الطائفية للأطفال والجنود»، مؤكدة «أنها تقوم بتوزيع وتدريس ملازم الهالك حسين بدر الدين الحوثي وشعاراته وعقيدته الطائفية الفاسدة القادمة من خارج اليمن». ووصف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تلك الدورات ب «الخطيرة»، مشيرين إلى أنها «تهدف إلى إعادة حكم الإمامة البائد من خلال زرع مفاهيم عقيدتهم وبذر الطائفية في اليمن وأدلجة المجتمع وهدم النسيج الاجتماعي والقبلي لصالح أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة اليمن ومحيطه العربي والإسلامي»، ومؤكدين أن «الحوثيين لا يهتمون داخل الوحدات العسكرية والأمنية إلا بالسيطرة على التوجيه المعنوي وتنظيم دورات ثقافية تروج لولاية الحوثي وتحويل الجيش اليمني إلى قوات حرس ثوري شبيه بما في إيران». ودعا المراقبون الشرفاء من أبناء القوات المسلحة اليمنية إلى «الوقوف في وجهه»، واصفين الأمر ب «الخطير وأن الأمن والتعليم لا يمكن التساهل فيهما وميليشيا الانقلاب تسعى بكل الطرق إلى تغيير منهج الجيش والأمن وعقيدتهما». ولفتت مصادر مطلعة في الداخل اليمني إلى أن «ميليشيا الانقلاب الحوثية أقامت أخيراً مراكز صيفية في صنعاء وإب وذمار وفي عدد من المديريات، تستهدف الطلاب في المراحل الأولى لنشر الأفكار الطائفية الخمينية مستغلة سلطة السلاح والمال إضافة إلى إغراء الأطفال الذين يحفظون تلك الكتب الصغيرة بإعطائهم الألعاب والهدايا». وأوضحت المصادر أن «الميليشيا الحوثية تلزم الطلاب بالصرخة الخمينية وتدريبات على فنون القتال والتعبئة العامة، تمهيداً للزج بهؤلاء الأطفال الذين تمكنوا من استقطابهم ترغيباً أو ترهيباً بجبهات القتال». وأوضح قيادي في حزب المؤتمر الشعبي التابع للمخلوع صالح أن «الحوثيين يسعون بعد عجزهم عن تمرير المنهج الدراسي المعدل طائفياً بعد طباعة 25 في المئة منه، إلى اعتماد ذلك المنهج في المراكز الصيفية ويجبرون المشاركين على ترديد قسم الولاء لزعيم التمرد». في المقابل، رصدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 10 ملايين دولار لطباعة الكتاب المدرسي في اليمن، إضافة إلى إنشاء 120 فصلاً إلكترونياً ذكياً، وفق ما ذكرت «واس». جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري ال 15 لمكتب تنسيق المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة من دول مجلس التعاون لليمن، والذي عقد في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض أخيراً. وأوضحت «واس» أن «هذا الدعم يأتي في الوقت الذي تحاول الميليشيا الانقلابية العبث بالمناهج الدراسية وتغييرها بما يتوافق مع أفكارها المتطرفة التي تضر بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي».