يخضع الجناح الغربي في البيت الأبيض، حيث تتخذ القرارات التاريخية وتعقد الاجتماعات مع أبرز الشخصيات، لأعمال تجديد تجعل رمز القوة الأميركية ورشة بناء تعج بعمال الطلاء والسبّاكين. والجناح الغربي الذي ازدادت شهرته بعد المسلسل التلفزيوني الذي يحمل اسمه («ويست وينغ»)، يضم المكتب البيضوي وغرفة العمليات، حيث يلتقي الرئيس ومساعديه لمناقشة الأزمات. ويضم هذا الجناح أيضاً مكاتب مستشاري ترامب، والطاقم الصحافي للبيت الأبيض وقاعة المؤتمرات الصحافية. لكن منذ أسبوع يبدو الجناح الغربي كورشة بناء كبيرة. فالرئيس وأفراد دائرته الصغيرة غادروه وحل مكانهم عمال البناء والطلاء والسباكون. والمكتب البيضوي خال، فالمقاعد التي جلس عليها الرؤساء الأجانب، والأرائك والطاولات وحتى المكتب الشهير الذي اختبأت تحته كارولاين كينيدي وهي صغيرة قد أخرجت منه. ويمضي ترامب عطلة في ناديه للغولف في بدمنستر بولاية نيوجيرسي. وانتقل أبرز معاونيه موقتاً إلى مبنى أيزنهاور المجاور للبيت الأبيض. وعلى غرار بقية أجزاء البيت الأبيض الذي وضعت أساساته عام 1792، يحتاج الجناح الغربي في شكل دوري إلى أعمال ترميم. وتهدف أعمال هذا الصيف إلى تجديد نظام التبريد. وقالت «إدارة الخدمات العامة»، وهي الوكالة الحكومية المسؤولة عن صيانة المباني الحكومية، إن نظام التدفئة والتبريد «تخطى مدة صلاحيته وسيتعطل في المستقبل القريب». كذلك، سيغيَّر السجاد في الجناح الغربي بكلفة 1,17 مليون دولار. وستضيف أعمال الطلاء 275 ألف دولار إلى الفاتورة. يذكر أن البيت الأبيض الذي أعيد بناؤه بعدما أحرقه البريطانيون إبان حرب 1812، خضع للعديد من أعمال الترميم والتجديد، بما فيها عملية كبيرة أواخر أربعينات القرن الماضي أثناء حكم الرئيس هاري ترومان. وحتى مطلع القرن العشرين، كان الرئيس يعمل من الطابق الثاني من المجمع حيث يقيم مع أسرته. وفي 1902 أنشأ تيودور روزفلت الجزء الذي سيكون لاحقاً الجناح الغربي. وقال الباحث في تاريخ البيت الأبيض إيفان فيفر إن «ذلك جعل البيت الأبيض ما هو عليه الآن. روزفلت شيد جناحاً جرى توسيعه على مدى السنوات». وأضاف أن الرئيس وليم هوارد تافت «كان له أول مكتب بيضوي عام 1909. لكن لم يصبح المكتب البيضوي في الزاوية الجنوبية الشرقية الحالية الملاصقة لحديقة الورود إلا عام 1934 في عهد فرانكلين روزفلت». وتعود آخر أعمال تجديد كبرى إلى عهد الرئيس ريتشارد نيكسون الذي قرر إضافة قاعة للمؤتمرات الصحافية تضم 49 مقعداً مخصصة لصحافيين معتمدين من أنحاء العالم، فوق حوض بني في عهد روزفلت عام 1933. واكتسبت أعمال التجديد الحالية أهمية بعد كلام نُسب إلى ترامب وصف فيه المبنى الأهم في الولاياتالمتحدة بأنه «مكب نفايات حقيقي» خلال حديث مع أعضاء في ناديه، بحسب موقع غولف.كوم. ونفى ترامب في شكل قاطع أن يكون أدلى بهذا الكلام، مؤكداً سعادته بمغادرته شقته المزخرفة بالذهب في نيويورك إلى «1600 جادة بنسلفانيا» العنوان الرسمي للبيت الأبيض. وبعد 10 أيام يعود ترامب إلى البيت الأبيض الذي قد تكون رائحة الطلاء منتشرة في أرجائه.