أطلقت الحكومة اليمنية مشروع إعادة الإعمار من العاصمة الموقتة عدن (جنوب اليمن)، بتدشين مرحلته الأولى التي تشمل منازل المواطنين المتضرّرة بسبب الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وشدّدت الحكومة على كل الوزارات والجهات المعنية ضرورة التنسيق مع السلطة المحلية في عدن، «المتابعة المستمرّة للإنجاز والتنفيذ الدقيق لمشاريع إعادة الإعمار وفي المدّة الزمنية المحدّدة». وأشارت إلى أن العملية «تحظى بمتابعة حثيثة من الرئيس عبد ربه منصور هادي». ولفت رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في اجتماع للحكومة، إلى «ما يمثّله إطلاق عجلة إعادة الإعمار لمنازل المواطنين المتضرّرة من أهمية كبيرة، ورسالة إيجابية بأن الحكومة لن تخذل أبناء شعبها، ومن حقّهم علينا مبادلتهم الوفاء بالوفاء سواء في تحسين الخدمات الضرورية أو إعادة الإعمار وغيرها». وتحدث عن «بعض الإنجازات التي حققتها الحكومة بمتابعة حثيثة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك بتحسين مستوى خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق، وغيرها من المشاريع التي يُعمل عليها ويشاهدها المواطن». وأعلن «بدء مرحلة إعادة الإعمار ومحو آثار الحرب التي تسبّبت فيها الميليشيات الانقلابية، بداية من البيوت المتضرّرة والمنشآت الحكومية والتي بدأ العمل فيها سابقاً». وأشار إلى «توقيع عقود الإعمار في التواهي والمعلا، بهدف بدء عملية الإعمار في المناطق التي تضرّرت في هذه المديريات». وأعلن اعتماد خمسة بلايين ريال لهذه المناطق، منها ثلاثة بلايين موجودة نقداً في صندوق الوحدة التي ستنفّذ المشروع، متضمّنة 2.5 بليون مقدّمة من «الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي» والبقية من خزينة الدولة. ووصف بن دغر عملية الإعمار بأنها «أوّلية وليست نهائية، الإعمار الكبير آتٍ لأننا نحتاج فيه إلى مساعدة الأشقّاء، ونقول لهم من الآن نعم نحن نحتاج إلى مساعدتكم فلا يمكن إعادة البناء في اليمن من دون دعمكم الكبير». واعتمد مجلس الوزراء أيضاً مشروع إعادة تأهيل «حراج الدوكيارد» في العاصمة الموقتة عدن، والبالغة كلفته 43.7 مليون ريال، ويشتمل على تأهيل الحراج وشبكة الكهرباء في الموقع مع مصانع الثلج اللازمة، لتسيير عمل المشروع الذي تشرف عليه «الهيئة العامة للمصائد السمكية في خليج عدن». وسيخدم مشروع «حراج الدوكيارد» الواقع في مدينة المعلا، الصيّادين والمستثمرين ومصدّري الأسماك، إذ يستقبل هذا الحراج قوارب الصيد من كل المحافظات الساحلية في اليمن وبطاقة 7500 طن سنوياً. ووضع بن دغر، الحجر الأساس لمشروع توسيع طريق «جولة كالتكس- محطّة الحاويات»، ورصف أرصفة ميناء المعلا بكلفة 500 مليون ريال. وأوضح أن «هذا المشروع المهم سيساهم وفي شكل كبير في تخفيف ازدحام السير في طريق جولة كالتكس- محطّة الحاويات، إضافة إلى رصف أرصفة الميناء». وقال «لاحظنا في الفترة الماضية ازدحام السير والضيق في الطريق المؤدّي إلى جولة كالتكس، وتبنّى المسؤولون في الميناء والمنطقة الحرّة مع الجهات الأخرى تنفيذ هذا المشروع المهم بكلفة معقولة وبتمويل ذاتي بالاعتماد على مدّخرات الميناء». ووضع بن دغر، الحجر الأساس لتوسيع محطّة المنصورة الكهربائية في عدن، بقدرة 60 ميغاواط بتمويل حكومي وتنفيذ شركة «وارتسيلا». وأكد أن المحطّة وبقدرتها الإنتاجية «ستساهم في شكل كبير في الحدّ من انقطاع التيار الكهربائي». وحضّ موظّفي «المؤسّسة العامة للكهرباء» ومهندسي المحطّة على مضاعفة الجهود والعمل الدؤوب للصيانة المستمرة، مشدّداً على العمل بكل ما هو متاح وممكن لرفع القدرة الكهربائية. وأضاف: «وضعنا الحجر الأساس لمشروع سيخفّف العام المقبل، من أي انقطاعات محتملة، وهذا المشروع هو توسيع لمحطّة المنصورة ب 60 ميغاواط، بدأنا مبكّرين تحسّباً لأي مشاكل في الصيف المقبل». وأمل في أن «تُنجز هذه المحطّة قبل نيسان (إبريل) المقبل»، مؤكداً أن «ذلك يحتاج منّا طبعاً إلى مزيد من المثابرة وتوفير الإمكانات اللازمة». وأشاد بن دغر «بجهود وزارة الكهرباء والمؤسّسة العامة للكهرباء على لتحسين وضع الطاقة في العاصمة الموقتة عدن، وزيادة ساعات الإضاءة».