كشفت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) عن خطة إقليمية للتكيف مع التأثير الإقليمي للأزمة السورية في الأمن الغذائي والزراعة وسبل العيش بعد تشريد حوالى نصف سكان سورية «من دون أن تظهر أية بوادر لانفراج الأزمة». وتقول المنظمة في تقرير عن خطتها الاستراتيجية التي تشمل سبعة برامج، وأكثر من 50 مشروعاً، إن النزاع السوري الذي دخل عامه الرابع أدى إلى أشد أزمة إنسانية يعيشها العالم اليوم، وإن التهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي وسبل العيش في سورية والدول المجاورة «شديدة وتتزايد في شكل مضطرد». وقال المدير العام المساعد ل «فاو» عبدالسلام ولد أحمد في لقاء مع الصحافيين في مقر المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة إن وضع الأزمة السورية «قد يستمر لسنين ولا بد من التكيف مع هذا الوضع». وأشار إلى أن الأزمة وضعت أكثر من نصف السوريين في خانة الفقر، وجعلت ما يقرب من ثلث السكان في معاناة من انعدام الأمن الغذائي. وأضاف أن الصراع يؤثر أيضاً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في البلدان المجاورة في شكل كبير. وقال إن الخطة في شكلها الحالي تشمل مشروعات في سورية والأردن ولبنان والعراق وتصل كلفتها إلى 280 مليون دولار قابلة للزيادة. وتركز أنشطة الخطة الاستراتيجية على سبعة مجالات ذات أولوية هي السيطرة على الأمراض الحيوانية العابرة للحدود ومكافحة الآفات والأمراض النباتية وتنمية الأمن الغذائي ونظم معلومات الموارد الطبيعية وزيادة الدخل وفرص العمل في المناطق الريفية وشبه الحضرية ودعم الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد الطبيعية وسلامة الأغذية والتغذية. وأشار ولد أحمد إلى أن النداءات الإنسانية لتدبير تمويل للاحتياجات في سورية هي الأكبر في التاريخ، إذ بلغت 4.4 بليون دولار في 2013 و6.5 بليون دولار في 2014. وقال تقرير المنظمة عن الخطة إن العنف في سورية تسبب في تشريد ما يقرب من نصف عدد سكان الدولة البالغ حوالى 23 مليون نسمة منهم حوالى 6.5 مليون من النازحين داخلياً. وأشار إلى أن وضع الأمن الغذائي في سورية «حرج بكل المقاييس»، إذ انخفض محصول القمح عام 2013 بنسبة 40 في المئة بعدما كان من المتوقع أن يبلغ 2.3 مليون طن. وفقدت البلاد ما يصل إلى ربع الماشية، وأكثر من ثلث الأغنام وانخفض إنتاج الدواجن بأكثر من 50 في المئة. وارتفعت البطالة ست مرات من متوسط ثمانية في المئة (2005 - 2012) إلى 49 في المئة في منتصف 2013. وتناول التقرير أيضاً التهديد للأمن الغذائي في الدول المجاورة بسبب الأزمة. وقال إن أسعار الغذاء في البلدان المجاورة ارتفعت بين عامي 2011 و2012 بما بين خمسة وعشرة في المئة سنوياً. وتراوحت الزيادة بالنسبة للحوم ومنتجات الألبان والبيض والسكر بين 15 و30 في المئة. كما انخفضت الأجور الزراعية بما بين 25 و30 في المئة مع تزايد توافر العمالة من اللاجئين السوريين. وقال كريستوفر بيكر مختص تطوير البرامج في «فاو» إن الخطة الاستراتيجية للمنظمة تشمل مشروعات قصيرة الأجل لاستعادة قدرة المزارعين على زراعة أراضيهم بتقديم البذور ومعدات الري ومشروعات متوسطة الأجل تتناول تحسين إدارة المياه ومعالجة الأغذية ومشروعات طويلة الأجل تهدف إلى تحسين تسويق المنتجات. وأشار بيكر إلى أن المرأة تعاني بوجه خاص من أثر الأزمة السورية على الأمن الغذائي بسبب الفاقد الكبير من محاصيل نقدية تدر عليها دخلاً.