أكد نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن تشكيل الحكومة يسير اليوم في مساره الطبيعي، وهو مسار ضروري لا يمكن أحداً أن يعطله، وإذا رفض البعض المشاركة فهذا جزء من اللعبة الديموقراطية، وليجربوا حظهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، نظامنا اللبناني يتيح فرص الحضور للجميع، والحضور السياسي لا يقتصر على الموالاة وإنما يتيح المجال للمعارضة». وقال في لقاء دعت إليه «هيئة التعليم العالي» في «حزب الله» مع أساتذة الجامعة اللبنانية: «لسنا أمام مأزق اسمه الحكومة التي أسقطت حكومة سابقة، إنما نحن أمام عملية طبيعية تنسجم مع القوى الموجودة في لبنان، ومعادلات الاختيار الشعبية من خلال النواب... القوى التي وافقت على هذا التكليف وعلى تشكيل الحكومة المقبلة لها قاعدة تمثيلية واسعة جداً من جميع الطوائف والفئات، بما يعطينا نموذجاً لمرحلة جديدة». وأضاف: «نحن اليوم تجاوزنا التنظير للمقاومة لنصل إلى التنظير لما بعد المقاومة، أتمنى أن لا يتعبوا أنفسهم كثيراً، فليأتوا إلينا وقلوبنا مفتوحة وليكونوا في هذا الخط، وقد رأينا على مستوى المنطقة تتهاوى كل الأشكال الكرتونية التي صنعها الاستكبار، وكل الأفكار الديكتاتورية الخبيثة التي تنظر لبقاء إسرائيل، وثبت بما لا يقبل الشك أن المقاومة والثورة هما الحل». ورأى أن لبنان «واقع في دائرة الاستهداف الأميركي والإسرائيلي، وخياره أن يواجه تحديات الاحتلال، وعدم الاستسلام على رغم التآمر الدولي الذي يحيط إسرائيل بعنايته، وإلاَّ سقط». وقال: «عندما نريد أن نتحدث عن تحديات فنحن أمام تحديات كثيرة بطبيعة الحال... لولا التضحيات لما بقيت إسرائيل أربع سنوات ونصف السنة لا تتجرأ أن تقتل واحداً من المقاومين جهاراً وفي شكل مباشر من خلال طائراتها لأنها تخشى من رد الفعل ومن جاهزية حزب الله للردع وللمواجهة في قتالها»، معتبراً أن «نظرية تعارض قيام الدولة وحضور المقاومة، ثبت خطأها وفشلها، لأن أفضل نموذج لقيام الدولة والتناغم مع المقاومة هو النموذج اللبناني، إذ أن المقاومة مستعدة لكل التضحيات والتحديات والدولة تتابع شؤونها في شكل عادي، ويحصل التنافس وتسقط حكومة وتأتي حكومة ويدير الجيش شؤون الأمن في داخل هذا البلد، وتقوم الإدارات المختلفة بقضاياها». وشدد قاسم على أن «لا عودة إلى الوراء بعد الآن، ولبنان القوي لا نقبل أن يكون ضعيفاً كرمى لعيون أحد، والمقاومة ولبنان أصبحا صنوان لا ينفصلان، وهذا هو التاريخ والحاضر وهذا ما سيؤسس للمستقبل». ورأى أن «التحريض المذهبي والفئوي يرتد دائماً على أصحابه، لأنه صراخٌ يخالف حقائق الواقع الدامغة، إضافة إلى ذلك فلبنان لا يمكن أن تحكمه فئة مهما علا شأنها ومهما كانت إمكاناتها، ومهما كان دعمها الدولي والإقليمي، نحن بحاجة الى أن نكون جميعاً معاً، وأن تتضافر الجهود ليقوم لبنان بمشاركتنا ومتابعتنا كفئات موجودة على هذه الساحة». واعتبر النائب عاصم قانصوه في حديث الى قناة «أم تي في»، أن «قوى 14 آذار هي ضد حكومة إنقاذ وطني، عندما يرفضون الانخراط في حكومة نجيب ميقاتي»، لافتاً الى أن «المعارضة القديمة ولا سيما حزب الله وحركة أمل، تحبّذ مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة». وتوقع عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سليم كرم، في حديث الى إذاعة «صوت لبنان»، أن «يتم تأليف الحكومة خلال الأسبوع المقبل»، معتبراً أن «الحكومة يجب أن تكون جادة في أن تنتهي الأسبوع المقبل خصوصاً أن أكثرية الحقائب أصبحت جاهزة». ورد رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب على كلام الرئيس ميقاتي بالقول إن «دولة الرئيس الحريص على صورته وكفوفه البيض يصر على استبعاد وزراء سماهم وزراء استفزازيين»، واستغرب كيف أن ميقاتي «قد جلس مع قتلة وسارقين وناهبين ولم يصنفهم استفزازيين، فهل يعتبر استفزازياً من دافع عن خط وطني وعروبي؟ هل الاستفزازي من كان سبباً في وجوده في رئاسة مجلس الوزراء؟». وطمأن وهاب ميقاتي بعد استقباله السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبيكين، الى أن «لا أحد طامح لأن يكون وزيراً في وزارة لن تعيش إلا أشهراً قليلة ولا تستطيع الإقلاع بالإصلاح بناءً على الطريقة التي تتم فيها معالجة الأمور».