حمل العدد الجديد من سلسلة «كتاب الهلال» القاهرية، عنوان «المسألة الفلسطينية: من سراب حل الدولتين إلى الدولة العلمانية الواحدة»، للكاتب الفلسطيني سلامة كيلة، ويطرح تصورات مختلفة لمستقبل العمل الفلسطيني والدولة الفسلطينية، بعيداً من الطرح التقليدي الذي يلح عليه القادة العرب وأقرته القمة العربية في بيروت 2002. يبدأ الكتاب بمدخل عنوانه «كيف تلاشت الحركة الوطنية الفلسطينية؟» يسجل فيه سلامة كيلة أن هزيمة حزيران (يونيو) 1967 أنعشت الميل الفلسطيني إلى خوض النضال، بعد إخفاق الرهان على النظم العربية لعقدين من الزمن، ومن ثم تحويل الصراع إلى صراع فلسطيني- إسرائيلي. هذا ما أنتج اتفاقات أوسلو التي أوجدت سلطة تابعة، ومفاوضات لا تنتهي من أجل إكمال تطبيقها. بينما كان واضحاً أنه لا إمكانية لنجاح «حل الدولتين»، لأن الدولة الصهيونية تعتبر أن فلسطين هي «إسرائيل»، وأن مشكلتها تكمن في كيفية التخلص من السكان الفلسطينيين لكي تمنع حدوث اختلال ديموغرافي وهي تقضم الأرض المحتلة عام 1967. يقدم المؤلف تصوراً جديداً، بالعودة إلى البديهيات التي حاولت السياسات المتبعة والتابعة طمسها. أولها أن فلسطين تبقى فلسطين، دولة علمانية ديموقراطية واحدة في هذه الأرض، لأن طبيعة المشروع الصهيوني الإمبريالي لا تجعل مكاناً لحلول وسط، وهذا التصور يفرض تكسير كل الأوهام التي تراكمت خلال أربعة عقود. وثانيها أن هذه الطبيعة تفرض أن تتجاوز القضية طابعها الفلسطيني، لأنها بالأساس تخص مجمل الوطن العربي، في ضوء الدور المنوط بالدولة الصهيونية، وأن ما بدأ في الوطن العربي من ثورات منذ بداية 2011، على رغم مشكلاتها والتكالب عليها، يمكن أن يفتح أفقاً جديداً أمام حل عادل للقضية الفلسطينية. سلامة كيلة ولد في مدينة بيرزيت في فلسطين عام 1955، وشاهد الاحتلال وخرج للدراسة الجامعية عام 1973 ولم يعد يستطيع العودة إلى فلسطين عام 1976 لأنه أصبح مطلوباً للدولة الصهيونية. درس العلوم السياسة في كلية القانون والسياسة في جامعة بغداد. عاش متفرغاً للنشاط السياسي، ونشرت دراساته في أغلب الصحف والمجلات العربية. وله أكثر من 40 كتاباً منها «من هيغل إلى ماركس، التصور المادي للتاريخ» (وهما جزآن لتأملات السجن، إذ كتبا فيه)، و«العولمة الراهنة»، و«الإمبريالية المأزومة»، و«الهوية والقومية والحداثة»، و«الإمبريالية في مرحلتها المالية»، و«زمن الثورة».