واشنطن – «نشرة واشنطن» - أكد عالم الطبقات الجوية وأستاذ الهندسة البيئية في جامعة «ستانفورد»، مارك جيكوبسن، والباحث في معهد دراسات النقل في جامعة «كاليفورنيا – ديفيس» مارك ديلوتشي، أن العالم «يملك المعارف التقنية والقدرات المالية التي تمكّنه من استخدام الطاقة المتجددة بحلول منتصف هذا القرن». وأشارت دراستهما، إلى أن «التحول على نطاق كبير لمنظومات الطاقة في العالم بحيث تعمل على الريح والشمس والحرارة المستخرجة من باطن الأرض وغيرها من أنواع مصادر الطاقة المتجددة، لن يكلف العالم أكثر من استمرار الاعتماد على توليد الطاقة من مصادر تقليدية». ويتزامن البحث مع سعي قادة العالم إلى معالجة مشكلة التغير المناخي وتوفير طاقة كهربائية ل 1.4 بليون شخص، لا يستطيعون الحصول على مصادر طاقة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في خطابه عن حال الاتحاد لهذا العام أمام الكونغرس، ضرورة أن تحصل الولاياتالمتحدة على 80 في المئة من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2035، وهو هدف يمكن إنجازه فقط شرط حصول عدد أكبر من الأميركيين على طاقتهم من مصادر متجددة وغير أحفورية. ونشر جيكوبسن وديلوتشي مقالهما في عدد أخير من دورية «سياسة الطاقة»، الذي حظي باهتمام كبير في قطاع التجارة وقطاع الإعلام، لأنه عرض خريطة طريق نادرة تبين كيف يمكن العالم تقليص اعتماده على الفحم الحجري والنفط. وأعلن ديلوتشي في تصريح إلى موقع «أميركا دوت غوف»، أن «لا معوقات فنية أو حتى اقتصادية ضخمة أمام تشغيل كل قطاعات الطاقة عالمياً بمصادر الرياح والشمس، لأن تلك النظرية لا تنال تقديراً واسعاً». وخلصت دراسة أخرى نشرها «الصندوق العالمي للحياة الطبيعية» ومجموعة «إيكوفيس» الهولندية للبحوث، إلى أن «عالماً خالياً من الوقود قابل للتحقيق». وقدّر تقرير الطاقة 2011 الصادر عن هذه المجموعة، أن «التحوّل إلى مصادر طاقة متجددة بنسبة 95 في المئة بحلول عام 2050 سيكلف 4.8 تريليون دولار سنوياً أو 2 في المئة من الناتج المحلي لدول العالم. لكن بعد عام 2040 سيبدأ العالم بالتحقق مما يوفره من نفقات من خلال تراجع كلفة الطاقة وقدر أكبر من كفاءة استخدامها». وتوقع التقرير المشترك ل «إيكوفيس» والصندوق، أن ما سيوفره العالم سيبلغ 5 تريليونات دولار بحلول منتصف هذا القرن». وشدّد المدير العام للصندوق العالمي للحياة الطبيعية جيم ليب، على «الحاجة إلى حشد رؤوس أموال ملموسة وكبيرة، في وقت ستسترجع الاستثمارات من عائداتها». واعتبر أن هذه المهمة «لن تكون ميسرة، إذ علينا غرس الكفاءة في صميم الاقتصاد، وتقليص استخدام الطاقة إلى النصف بحيث نستهلك عام 2050 كمية تعادل ما كنا نستهلكها عام 2000». وأشارت دراستا العالمين الأميركيين، والمنظمة الهولندية والصندوق العالمي، إلى عوامل مثل كلفة التغير المناخي التي يمكن خفضها في شكل ملحوظ، نتيجة التحول إلى طاقة متجددة». ولفت مجلس الأبحاث القومي، الذي يقدم الإرشادات إلى صناع القرار السياسي الأميركيين، إلى أن «كلفة تلوّث الهواء الناتج من المصانع العاملة بالفحم الحجري وعوادم السيارات في الولاياتالمتحدة، بلغت 120 بليون دولار نفقات رعاية صحية عام 2005». وأوضح جيكوبسن، أن خطتنا «تدعو إلى التخلص من تلوث الهواء وما يسببه من وفيات سابقة لأوانها تقدّر ب2.5 إلى 3 ملايين سنوياً، إضافة إلى إزالة مرافق وعوادم تسبّب هذا التلوث». كما أخذ العلماء من كاليفورنيا وهولندا في الاعتبار، عوامل مثل ما يمكن توفيره مستقبلاً من أموال نتيجة خفض ملموس في استهلاك الطاقة عموماً، وإلغاء الإعانات الحكومية للوقود الأحفوري مثل البنزين. وأظهرت وكالة الطاقة الدولية، أن «كلفة الإعانات التي تتكبدها الحكومات عالمياً لمنفعة صناعات النفط والغاز والفحم الحجري تتجاوز 500 بليون دولار سنوياً». وتحسنت فرص الطاقة المتجددة في شكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، إذ ذكر دلوتشي أن «التكنولوجيا تواصل تحسنها فيما تستمر الكلفة في التراجع». إذ أشار إلى وجود «تصاميم لافتة لتوربينات طاقة الهواء وتكنولوجيات تبشر ببعض الفوائد الفنية والاقتصادية». كما لفت إلى التطورات الأخيرة في صناعة بطاريات الليثيوم الأيونية، متوقعاً أن «تتوافر بأعداد كبيرة، عربات تعمل على البطاريات في وقت أقرب مما تعتقد غالبية الناس».