كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان (الأم) عن محاولات لاستغلال اسمها لمصلحة مواقف سياسية قريبة من جماعة «الإخوان المسلمين» مشيرةً إلى أن ذلك أضر بسمعتها وبحقوق الضحايا الذين تدافع عنهم في حين قال رئيس منظمة حقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا عبدالرحمن نوفل إنه اعتاد على الاتهامات التي تطاوله من قبل شخصيات تحظى بدعم الحكومة القطرية مبيناً أن ممارساتهم معروفة وتتلبس بلباس الدين الإسلامي فيما هي بعيدة عنه. وكان مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان قرر سحب اعتماد العضوية مما يدعى «المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا» في 8 يوليو (تموز) 2013 وإنهاء عضويتها وكافة أشكال العلاقة المؤسسية معها. وقال الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان (الأم) علاء شلبي ل«الحياة» أمس (الأربعاء): «هناك محاولات لضرب صدقية المنظمة، وإصدار بيانات مناهضة لسياستها العامة، معظم هذه البيانات أقرب لمواقف جماعة الإخوان المسلمين، ما جعلها تضر ليس فقط بالأجندات السياسية التي تحملها، بل أضرت كذلك بحقوق الضحايا الذين تدافع عنهم، وهناك ضحايا بذلت المنظمة في القاهرة جهوداً كبيرة بشأنهم، إلا أن البيانات الصادرة عن هؤلاء أضرت كثيراً بالضحايا في مصر والعديد من المناطق العربية للأسف». وقال: «حذرنا وأعلنا عن اختطاف هؤلاء لاسم المنظمة منذ العام 2012 و2013، وأصدرنا بيانات بعضها على موقعنا الرسمي، تشير جميعها إلى أن البيانات التي يصدرها هؤلاء المنتحلين لصفة المنظمة غير صحيحة، ولا تمثلنا من قريب أو بعيد، وكنوع من الإجراء القانوني وجهنا مذكرة إلى وزير الخارجية البريطاني بشأن اعتداء وتوظيف بعض العرب الموجودين في بريطانيا على اسم وشعار المنظمة الأم في القاهرة، وتوظيف ذلك لتحقيق أغراض وأهداف سياسية لا تمثل توجه المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إلا أن بريطانيا لم تتخذ أي إجراء بشأنهم». وأوضح شلبي: «أن فئات متطرفة تنسب نفسها زوراً إلى المنظمة في بريطانيا، تغدق عليهم دولة ما أموالاً طائلة لتسييس مواقف المنظمة، التي لا تملك الإمكانات الكافية أو الوقت لمطاردتهم قانونياً، خصوصاً وأن هؤلاء لديهم اعتمادات مالية ضخمة لا تتوافر للقسم القانوني للمنظمة، ما يغل يدنا في اتخاذ أية إجراءات بشأنهم». ولفت إلى أن بياناً صدر سابقاً في الرابع من تموز (يوليو) 2013 حذر من مثل هؤلاء، وأشار إلى أنهم لا يعبرون بحال من الأحوال عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان (الأم ومقر أمانتها العامة في القاهرة). وأوضح : «كان لدى المنظمة فرع في لندن منذ 1985 كان يضم في السابق نجوم العالم العربي في بريطانيا، إضافة إلى كفاءات ذات حضور مشرف، بعضهم حاصل على لقب (سير) و(فارس) وجميعهم أصحاب إسهام كبير في المجتمع البريطاني». وحول آلية عمل المنظمة ومدى تدخلها في قضايا سياسية بعيدة عن قضايا تمس الجانب الإنساني لدى المجتمعات العربية قال شلبي: «فروعنا في دول المهجر لديها مهمتان رئيستان هما: تشجيع الانتماء للمواطنين العرب في دول المهجر، ودعم القضايا العربية القومية الكبرى، وهذان الهدفان يتم تحقيقهما بالتعاون مع المنظمة الأم في القاهرة، إلا أن بعض الأسماء في بريطانيا (غير الأعضاء في المنظمة) بدأت منذ تقريباً 2008 – 2009 في القفز على اسم المنظمة الأم وفرعها في بريطانيا، واستخدموا شعار المنظمة الأم، مع إضافة كلمة (في بريطانيا) للاستفادة من اسم المنظمة العربية لحقوق الإنسان الذي بنته طوال عقود كمرجع عربي ودولي يمثل أقدم منظمة عربية عاملة في هذا المجال منذ تأسيسها في 1983».