تكاثُر القمم العربية لم يستطع أن يقلل من تكاثر المشاكل العربية. بل نحن الآن نعيش مآسي الأمة العربية.. من هم العرب الذين يجتمعون..؟ ما مدى إحساسهم بحقائق ما يحدث..؟ كلنا نعرف أن دولاً عربية محدودة بما لا يتجاوز عددها الثماني هي التي تضطلع بحمل الهموم العربية.. الغريب أنه كلما قل حجم الدولة في العضوية العربية حاولت أن توفر صعوداً لهذا الحجم على حساب المصلحة العربية المشتركة .. والغريب أيضاً أن تدافع انعقاد القمم العربية لم يوصل إلى تحديد مسميات واضحة للأخطار التي تهدد العالم العربي.. والمفجع أن واقع الحال العربي في كل قمة تعقد يصبح أسوأ مما هو عند انعقاد القمة السابقة، وعلينا بمراجعة تطور الأحداث منذ قمة إزالة آثار العدوان بعد حرب 67 وحتى قمة الحاضر التي ستنعقد بعد يومين والتي نحتار فيها كيف نسمي الوجود الأمريكي في العراق هل عدوان يجب أن يخرج؟ لكن هل الزرقاوي ومن حوله بديل أفضل أم أصبح صدام حسين الشر الذي لا بد منه.. مؤلم أن يتحول وضع بلد عربي إلى مثل هذا التشابك ما بين السيئ والأسوأ والأكثر سوءاً.. من يدري ماذا بعد العراق..؟ ومن يدري إلى أين تتجه العلاقة بين سوريا ولبنان وإلى متى سيبقى لبنان يدين قاتلاً مختفياً فلا ينفذ حكماً في أي مدان.. وما هو مصير العلاقات الإيرانية العربية خصوصاً وأن هناك اندلاعات نفوذ قد توظف أمن المنطقة السياسي لصالح طرف واحد.. القضية الفلسطينية التي استهلكت الكثير من الجهد والدماء والدموع وتأرجحت على حافة الهاوية أكثر من مرة.. الآن هناك منازلة دولية بشأنها وهناك اشتراطات فلسطينية وعربية تخص حقوق أهلها لكن من الذي يحكم..؟ ما مدى توفر مناخ جماعي يوحي برأي فلسطيني موحد.. الملف العربي ضخم للغاية ومشاكل الجسد العربي يصعب أن تحل بعملية جراحية سريعة .. لكن إذا كنا نقول بضرورة وجود موقف فلسطيني موحد يساعد المفاوض الفلسطيني ويعين الداعم العربي فإن بعضاً من العضوية العربية في مجلس الجامعة ليس من مصلحة هذا التجمع وجود من يوحي لإسرائيل عبر التصرفات أنها موجودة في علاقة مكتب تجاري أو حاضرة التفاهم عبر وسيط مصلحة دولية مشترك.. إسرائيل تعرف أن أصحاب الأحجام المحدودة لن يقدموا لها شيئاً يُذكر لكنها تجد فيهم نوافذ مهما كانت ضيقة إلا أنها تسمح برؤية ما يحدث في الداخل. هناك تجمعات في عدد من القارات عندما يراد لها النجاح فإنه يتم بعضويتها اختيار من لديهم قدرة في اتخاذ القرار وحمايته ، والأمثلة موجودة في التكتلات الاقتصادية في آسيا أو أوروبا واعتقد أن أي واحد منا لم يسمع بإفشال لوكسمبرج أو موناكو لرغبات بناءة أرادتها دول قوية أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.