شهدت «أحداث العوامية» نجاحاً أمنياً لافتاً، أدى إلى تقلص قائمة ال23 مطلوباً أمنياً في محافظة القطيف التي أعلنتها وزارة الداخلية عام 2012، فيما جددت وزارة الداخلية السعودية دعوتها لجميع المطلوبين في القوائم التي أطلقتها، «لتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، وعدم التمادي في الباطل»، مبينة أن الباب لا يزال مفتوحاً أمامهم، محذرة في الوقت نفسه كل من يؤويهم أو يتستر عليهم. وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية صرح قائلاً: «إشارة إلى البيان المعلن بتاريخ 8 صفر 1433ه، المتضمن قائمة بأسماء 23 مطلوباً أمنياً، تقدم للجهات الأمنية في المملكة ثلاثة مطلوبين من تلك القائمة، مبدين رغبتهم في تسليم أنفسهم، وهم: محمد عيسى اللباد (سعودي)، رمزي محمد جمال (سعودي)، علي حسن آل زايد (سعودي)». مبيناً أنه سيتم أخذ مبادرتهم بتسليم أنفسهم في الاعتبار، ومعاملتهم وفق الأنظمة المرعية بالمملكة. ولم يتبقَ من قائمة ال23 مطلوباً سوى ثلاثة مطلوبين، هم سلمان علي سلمان آل فرج، وفاضل حسن عبدالله الصفواني، ومحمد حسن أحمد آل زايد. وأتى تسليم المطلوبين أنفسهم بعد خمسة أعوام من إدراجهم ومطلوبين آخرين في قوائم وزارة الداخلية التي أعلنتها عام 2012، وارتفع بذلك عدد الذين سلموا أنفسهم للجهات الأمنية إلى ثمانية أشخاص منذ إعلان الداخلية، وهم حسن جعفر حسن المطلق، وحسين علي عبدالله البراكي، وشاه علي عيسى آل شوكان، وعلي محمد مهدي خلفان، وموسى جعفر محمد المبيوق، إضافة إلى محمد عيسى اللباد، ورمزي محمد عبدالله آل جمال، وعلي حسن أحمد آل زايد، الذين سلموا أنفسهم. في حين أوقفت الجهات الأمنية في أوقات متفاوتة تسعة مطلوبين من القائمة، وهم أحمد شرف حسن السادة، وبشير جعفر حسن المطلق، وحسين حسن علي آل ربيع، ورضوان جعفر محمد آل رضوان، وعباس علي محمد المزرع، وعبدالله سلمان صالح آل اسريح، ومحمد صالح عبدالله الزنادي، ومحمد كاظم جعفر الشاخوري، ومنتظر علي صالح السبيتي. ولم تكن قائمة ال23 وحدها التي تقلصت أعداد المدرجين فيها إلى خمسة مطلوبين فحسب، بل شمل التقليص قائمة أخرى أيضاً أعلنتها وزارة الداخلية في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وضمت تسعة مطلوبين، إذ شهدت القائمة تقليص أعداد المدرجين فيها إلى ستة مطلوبين، بعد متابعات ومداهمات قامت بها عناصر الأمن، وأدت إلى مقتل ثلاثة منهم في عمليات متفاوتة، وشهد شهر رمضان الماضي مقتل المطلوب فاضل عبدالله محمد آل حمادة، وذلك خلال المتابعة الأمنية له في إحدى المركبات داخل محافظة القطيف، في حين سجلت محافظة سيهات الأسبوع الماضي مقتل المطلوبَين في القائمة جعفر بن حسن مكي المبيريك، الذي يعد أحد أخطر المطلوبين، وجند نفسه للتخطيط لاستهداف رجال الأمن، والتنفيذ في كثير من الحوادث التي شهدتها القطيف في الفترة الماضية، كما قتل أثناء المواجهة معه المطلوب حسن محمود علي عبدالله (بحريني الجنسية)، وذلك في حي الكويتبسيهات التابعة لمحافظة القطيف. وجاءت الأسماء المدرجة على القائمتين بحسب ما صرحت به وزارة الداخلية في أوقات متفاوتة من تهم وتجاوزات، تمثلت في التجمعات الغوغائية، وعرقلة حركة المرور داخل الأحياء، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحيازة أسلحة نارية بصفة غير مشروعة، وإطلاق النار العشوائي على المواطنين ورجال الأمن، والتستر بالأبرياء من المواطنين، ومحاولة جرهم إلى مواجهات عبثية مع القوات الأمنية، تنفيذاً لأجندات خارجية، وحيازة المتفجرات واستخدامها.