رويترز – بددت السعودية مخاوف أسواق النفط من زيادة في الإنتاج متوقة من دول بينها الولاياتالمتحدةونيجيريا وليبيا، ما أدى إلى استقرار في الأسعار، في الوقت الذي تعتزم فيه المملكة خفض مخصصات الخام لزبائنها حول العالم في أيلول (سبتمبر) بما لا يقل عن 520 ألف برميل يومياً. ويتماشى هذا الخفض مع التزامات المملكة في اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الذي يهدف إلى تعزيز أسعار الخام التي تضررت لأكثر من ثلاث سنوات من تخمة في المعروض. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 20 سنتاً إلى 52.57 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش، بينما زاد الخام الأميركي الخفيف 20 سنتاً إلى 49.59 دولار للبرميل. وقال مصدر مطلع بقطاع النفط لرويترز أمس (الثلثاء)، إن شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية ستخفض مخصصات النفط الخام إلى عملائها في أنحاء العالم في سبتمبر بما لا يقل عن 520 ألف برميل يومياً، للوفاء بالتزامها بكبح تخمة الإمدادات العالمية. وقالت إنها ستخفض الإمدادات لمعظم العملاء في آسيا بنسبة تصل إلى عشرة في المئة في سبتمبر، التزاماً باتفاق المنتجين لخفض الإمدادات. ويأتي التوسع في خفض الإمدادات من السعودية في ظل شكوك بشأن فعالية اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة أوبك، بعد أن سجل إنتاج المنظمة خلال تموز (يوليو) أعلى مستوى في 2017. وجاءت معظم الزيادة في الإمدادات من نيجيريا وليبيا، وهما مستثناتان من اتفاق خفض الإنتاج. وساهم اتفاق خفض الإنتاج في صعود أسعار الخام فوق 58 دولاراً للبرميل في كانون الثاني (يناير)، لكنه تراجع في ما بعد لنطاق بين 45 و52 دولاراً للبرميل، إذ استغرقت جهود سحب المخزونات العالمية وقتاً أطول من المتوقع. كما أن ارتفاع إنتاج النفط الصخري قوَّض تأثير تخفيضات الإنتاج، وكذلك زيادة إنتاج ليبيا ونيجيريا. وقال المصدر الأول إن مخصصات الخام لشركات النفط الكبرى وبعض العملاء في أوروبا ستنخفض بواقع 220 ألف برميل يومياً في سبتمبر، بينما تتقلص الإمدادات للولايات المتحدة بنحو 1.1 مليون برميل إجمالاً الشهر المقبل. وفي آب (أغسطس)، قال مصدر في قطاع النفط في السعودية لرويترز إن صادرات السعودية للولايات المتحدة ستقل عن 800 ألف برميل يومياً في ذلك الشهر، مع تقليص المملكة الصادرات العالمية خلاله إلى 6.6 مليون برميل يومياً. وبموجب اتفاق أوبك، تلتزم السعودية بخفض الإنتاج بواقع 486 ألف برميل يومياً. ومن بين تسع مصاف آسيوية شملها مسح رويترز، قالت ست مصاف إنها أُبلغت بأول خفض للإمدادات منذ اتفاق منظمة أوبك وروسيا ومنتجين آخرين على خفض الإمدادات بنحو 1.8 مليون برميل يومياً من أول يناير حتى آذار (مارس) 2018. وأوصت السعودية ومنتجون آخرون في الشهر الماضي ببحث ما إذا كان ينبغي أن تركز مراقبة مستوى الامتثال بتخفيضات الإنتاج على الصادرات أو الإنتاج. وساهمت نسبة الامتثال المرتفعة من السعودية والكويت في استمرار مستويات التزام مرتفعة من جانب أوبك بتخفيضات إنتاج تتجاوز 90 في المئة. وقال أحد المصادر إن المخصصات السعودية للصين ستنخفض بواقع مليوني برميل ككل في سبتمبر. وستنخفض إمدادات النفط السعودية للصين في الأغلب بين خمسة وعشرة في المئة بحسب ما ذكر أحد المصادر، إلا أن عميلاً واحداً رئيسياً على الأقل ذكر أنه سيحصل على المخصصات كاملة، وقال آخر إن الخفض أقل من خمسة في المئة. وقالت مصادر عدة إن مخصصات مصفاتين في جنوب شرق آسيا خفضت بين 10 و13 في المئة، بينما خفضت المخصصات لمصفاة في كوريا الجنوبية عشرة في المئة. وقال المصدر الأول إن الخفض في مخصصات كوريا الجنوبية تجاوز مليوني برميل للشهر كاملاً، بينما تتجاوز التخفيضات للهند مليون برميل. وتابع المصدر أن خفض مخصصات اليابان يقترب من مليوني برميل في سبتمبر. وخفضت أرامكو السعودية الإمدادات إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا، ولكن نسب الخفض كانت أقل في آسيا خلال الشهور الماضية، من أجل حماية حصتها في السوق في المنطقة التي تشهد أسرع نمو للطلب. وقال متعامل كبير (طلب عدم نشر اسمه) عملاً بسياسة الشركة: «ما زالت حريصة على حصتها في السوق الآسيوية». وأضاف: «من المتوقع أن تبقي السعودية على التخفيضات للولايات المتحدة، لأن استراتيجيتها لخفض المخزونات الأميركية نجحت». وقد يحسن خفض الإمدادات لآسيا من المعنويات في سوق الخام في الشرق الأوسط، إذ قد تتحول المصافي للسوق الفورية لتعويض النقص في إمدادات السعودية، في حين تتقلص التدفقات من حوض الأطلسي. وقال مصدر في مصفاة في آسيا: «قد يدعم ذلك الخام الفوري في الشرق الأوسط». وقالت مصادر إن معظم التخفيضات السعودية من الخامات الخفيفة مثل الخام العربي الخفيف أو الخام العربي الخفيف جداً.