بدأ الجيش العراقي قصف مواقع «داعش» في تلعفر «تمهيداً» لاقتحامها، فيما أكدت قوات «الحشد الشعبي» صد هجمات يشنها التنظيم من داخل الأراضي السورية. ويحتل قضاء تلعفر موقعاً إستراتيجياً على الصعيدين العسكري والسياسي، إذ يربط الموصل بسورية، ويبعد عن الحدود التركية 150 كيلومتراً، ومعظم سكانه تركمان شيعة نزحوا عنه بعد سقوطه في يد «داعش». وأكدت وزارة الدفاع في بيان أمس أن «كل القطعات العسكرية باتت مستعدة لإطلاق معركة قضاء تلعفر، بمشاركة الحشد، إضافة إلى الطيران العراقي الذي كثف غاراته على مواقع التنظيم داعش ومقرّاته الرئيسة». وأفاد مصدر أمني بأن «الفرقة المدرعة التاسعة تلقت أوامر بالتوجه إلى القضاء بعد تسليمه مركز الموصل إلى قوات الشرطة الاتحادية والمحلية». وأضاف أن «القوة الجوية استطاعت تدمير معمل لتصنيع العبوات الناسفة وآخر لتفخيخ وتدريع العربات وأغارت على الجسور والقناطر التي يستخدمها التنظيم للتنقل، وقد انسحب داعش من أطراف القضاء الجنوبية وباشر حفر الطرق المعبدة في محاولة لعرقلة تقدم القوات، كما أعلن النفير العام». وتابع أن «الحدود العراقية - السورية تتعرض يومياً لثلاث أو أربع هجمات في محاولة لاختراق أراضينا، لكن الحشد يصدها، وتم أمس رصد تحركات الإرهابيين». إلى ذلك أعلنت اللجنة المشرفة على إيواء وإغاثة النازحين إنشاء «مخيمين جديدين لاستقبال الفارين من تلعفر، وتم نصب أكثر من 2800 خيمة في السلامية و 3600 في مخيم برطلة، فضلاً عن الخيم التي فرغت بعد عودة العديد من النازحين إلى مناطقهم». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت إن «وحدات خاصة من قواتنا بدأت عمليات الكشف والاستطلاع وتعزيز الدعم اللوجستي استعدادًا لمعركة تحرير تلعفر، وستتولى قطاعتنا مهمة مسك الأرض وحفظ الأمن والنظام في الجانب الأيمن للموصل وتواصل تطهير المناطق المحررة من مخلفات الدواعش وإعادة النازحين إلى مناطقهم».