شككت روسيا في إمكان ضم محافظة إدلب، شمال غربي سورية، إلى مناطق «خفض التوتر» قريباً. وجاء التشكيك الروسي بعد شكوك أميركية مماثلة، إذ وصف برت ماكغورك، المبعوث الأميركي الخاص إلى «التحالف الدولي»، إدلب ب «أكبر معقل لتنظيم القاعدة في العالم، منذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر». وأعربت موسكووواشنطن عن رغبتهما في توسيع مناطق «خفض التوتر» لتشمل 6 محافظات سورية من بينها إدلب، بأمل التركيز على مسار التسوية السياسية. لكن سيطرة تنظيم «جبهة تحرير الشام» («النصرة» سابقاً) على غالبية إدلب أدى إلى تعقيد حسابات واشنطنوموسكو، بسبب صعوبة تحديد المناطق التي سيتم ضمّها إلى «خفض التوتر» في ظل سيطرة «هيئة تحرير الشام» على معظم أرجاء إدلب. وتصنف واشنطنوموسكو الهيئة منظمة إرهابية، وتم استثناؤها من كل مناطق «خفض التوتر». في موازاة ذلك، أوضح مصدر سعودي في وزارة الخارجية، عدم دقة ما نسبه بعض وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية عادل الجبير. وأكد المصدر موقف المملكة الثابت من الأزمة السورية، والحل القائم على مبادئ إعلان «جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي ينصّ على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسورية، والتحضير للانتخابات لوضع مستقبل جديد لا مكان فيه للرئيس بشار الأسد. وجدد المصدر، في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية أمس، دعم المملكة «الهيئة التنسيقية العليا للمفاوضات»، والإجراءات التي تنظر فيها لتوسيع مشاركة أعضائها، وتوحيد صف المعارضة. وأقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن «العمل على إنشاء منطقة خفض التوتر في إدلب لن يكون أمراً سهلاً». وكانت تفاهمات أميركية - روسية في آستانة في أيار (مايو) الماضي ساهمت في الاتفاق على إقامة أربع مناطق «خفض توتر» في ريفي دمشق وحمص وفي الجنوب السوري وفي إدلب شمالاً. وفي حين جرى الاتفاق على إقامة المناطق الثلاث الأولى، لفت لافروف إلى أن «الوضع في إدلب يعد الأكثر تعقيداً». وأجرى لافروف في مانيلا أمس، على هامش مؤتمر مجموعة «آسيان»، محادثات موسعة مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في أول لقاء يجمعهما بعد فرض العقوبات الجديدة على موسكو وتدهور آمال تحسين العلاقات بين البلدين. وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية بعد اللقاء، بأن الطرفين «ناقشا في شكل مفصل الوضع في سورية، وركزا على أهمية مواصلة العمل لتطبيق اتفاق إنشاء منطقة خفض التوتر في جنوب سورية وفق المذكرة التي وقّعت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن في حزيران (يونيو) الماضي». وأفادت موسكو بأنها تفاوض المعارضة السورية في ست محافظات، للانضمام إلى «خفض التوتر». ومن المقرر أن يعقد اجتماع في طهران في 8 و 9 آب (أغسطس) الجاري، لمناقشة تثبيت «خفض التوتر» بحضور ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران، وفق ما أفاد لافروف. تزامناً، قال بريت ماكغورك المبعوث الأميركي الخاص لدى «التحالف الدولي»، إنه تم تحرير 5 ملايين شخص من قبضة «داعش» نتيجةَ عمليات «التحالف الدولي» في سورية والعراق. وأوضح ماكغورك في تغريدات نشرها الحساب الرسمي للسفارة الأميركية في الرياض، أن الشهور الستة الأخيرة شهدت تسارعاً في الحملة ضد «داعش» وتمت استعادة نحو 30 في المائة من الأراضي التي كانت بحوزة التنظيم، وهو ما يعادل 20 ألف كيلومتر مربع.