تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بأن «يتبوأ العلم مكانته، ويصبح على قمة هرم أولوياتنا»، بعدما شدد على أنه «لا يمكن أمة تطمح في مستقبل أفضل إلا أن تضع العلم الحديث في مكانه المُستحق». وأكد السيسي خلال كلمة ألقاها على هامش حضوره وكبار أركان الدولة احتفال مصر بعيد العلم امس، على تقديره علماء مصر، مطالباً إياهم ب «مزيد من الجهد والعمل والإبداع لسد الفجوة بين قصور الواقع وطموح الآمال». وأوضح: «إننا مطالبون اليوم، أكثر من أي وقت مضى بتجديد قيمة العلم والمعرفة في حياتنا، ونجد أنفسنا أمام ضرورة حتمية تقضي بأن يتبوأ العلم مكانته في بلادنا، ويصبح على قمة هرم أولوياتنا ومنظومتنا القيمية كثقافة ومنهج تفكير، وليس فقط كممارسة عملية»، مؤكداً أن الدولة «تعي تماماً دور العلم والعلماء، وحريصة كل الحرص على تكريم علمائها الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن، والاستفادة من علمهم وخبراتهم». وأضاف: «نؤمن بأن العلم والتكنولوجيا والإنتاج هي مكونات أساسية في عملية التنمية الشاملة، فالعلم هو أساس التكنولوجيا، والتكنولوجيا هي الركيزة الأهم للإنتاج، والإنتاج هو عصب التنمية وجوهرها، ولا يمكن أمة تطمح إلى مستقبل أفضل إلا أن تضع العلم الحديث في مكانه المُستحَقّ، إيماناً بأن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما نصبو إليه من نمو اقتصادي مستدام، وتنمية اجتماعية شاملة». وأوضح أن «الدستور (المصري) مهد الطريق أمامكم، شباب مصر وعلماءها، فجعل التعليم حقاً للجميع، وكفل حرية البحث العلمي، وألزم الدولة رعاية الباحثين والمخترعين، وضمن حقوق الملكية الفكرية... وقامت السلطة التنفيذية وتقوم بدعم جهود وأنشطة البحث العلمي باستمرار... ففي السنوات الثلاث الأخيرة، زاد حجم الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير من 11.8 بليون جنيه إلى 17.5 بليون جنيه بزيادة قدرها 47 في المئة، وذلك بخلاف الدعم المباشر الموجه لبعض المشاريع القومية التي تدعم منظومة البحث العلمي في مصر، مثل مشروع بنك المعرفة، ومشروع مدينة زويل، والجامعة المصرية اليابانية». ولفت السيسي في كلمته إلى أن المجتمع المصري «في أمس الحاجة لمخرجات علمية وتكنولوجية جديدة ومتطورة في مجالات الصحة والدواء والزراعة والغذاء والبتروكيماويات والفضاء والسيارات والطاقة البديلة بجميع أنواعها، ومعالجة المياه وتحليتها، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لذلك فإن مصر تنتظر الكثير من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ورجال الاستثمار والأعمال لتوجيه مزيد من الاستثمارات في مجالات البحث العلمي والتكنولوجي، وأن يكون للبحث العلمي نصيب معتبر من مسؤوليتهم المجتمعية، وعلى الحكومة إيجاد وسائل للربط بين المؤسسات العلمية والبحثية من ناحية، والمؤسسات الإنتاجية من الناحية الأخرى، بما يعزز التطور التكنولوجي في جميع أرجاء مصر، ويحقق التكامل بين جميع قدرات الدولة». وطالب السيسي حكومته ب «مضاعفة الجهود في تقديم كل العون لعلماء مصر وشبابها المبدع»، قبل أن يعلن حزمة قرارات من بينها «إنشاء صندوق لرعاية المبتكرين من الشباب والنشء، يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدني، على أن يتولى هذا الصندوق دعم إنشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة... وقيام وزير التعليم العالي والبحث العلمي بزيادة عدد الجوائز التي تمنحها الدولة في المجالات كافة، ومضاعفة قيمها المالية... بالإضافة إلى إنشاء أربع جوائز جديدة للابتكار في مجالات الزراعة والغذاء، والصحة والدواء، والطاقة والمياه والصناعة، تخصص لشباب المبتكرين، على أن تكون قيمة الجائزة 250 ألف جنيه».