تعهد الرئيس السوداني عمر البشير ببناء دولة متقدمة في شمال البلاد بعد انفصال الجنوب عملياً في تموز (يوليو) المقبل، مؤكداً أن تطبيق الشريعة الإسلامية بات محسوماً و «لا مزايدات فيه»، لأن 98 في المئة من سكان الشمال مسلمون. وأكد البشير لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان غرب السودان، أن الشعب السوداني يستحق أن تكون لديه أفضل دولة، لأنه أفضل شعوب العالم. وقال إن الشمال سيكون رهن إشارة الجنوب بعد الانفصال لتقديم أي مساعدة أو استشارة تطلبها الدولة الجديدة، ووعد ببناء شمال السودان من جديد وإيجاد نهضة تمكنه من احتلال مكان رائد بين دول العالم. وأكد البشير أنه بعد انفصال الجنوب سيصبح 98 في المئة من سكان السودان من المسلمين. وتابع: «لقد حُسمت هوية السودان ولا مزايدات بعد الآن في تطبيق الشريعة الإسلامية التي بات أمرها محسوماً». وأمر البشير وزير الكهرباء بتوصيل خدمات الكهرباء إلى الريف لتمكين الطلاب والشباب من استخدام الحاسوب والاستفادة من خدمات الإنترنت للرد على المعارضين من خلال مواقع شبكات التواصل الاجتماعية «فايسبوك»، متهماً من يعارضون حكومته من السودانيين في دول المهجر عبر الإنترنت بأنهم عملاء باعوا وطنهم، وذلك في رد على تظاهرات دعا إليها شبان عبر «فايسبوك» وفضتها السلطات واعتقلت عشرات من المشاركين فيه. وحذّر البشير شركاءه في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم الجنوب من استضافة متمردي دارفور، وقال إن بعض الحركات لا تزال موجودة في ولاية بحر الغزال الجنوبية المتاخمة لدارفور. ورأى أن حكومة الجنوب إذا كانت تعتقد انها ستهدد الشمال عبر رعاية متمردي دارفور ستكون «مخطئة»، مشدداً على ضرورة ابتعاد الشمال والجنوب عن استخدام المعارضين لأن ذلك لن يجلب لهما إلا الاستنزاف وتهديد الاستقرار، لافتاً إلى تجارب السودان مع إثيوبيا وأريتريا وتشاد التي استقرت حدودها مع البلاد بعد فترة من الاضطرابات الأمنية بسبب دعم الحركات المعارضة. إلى ذلك، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أمس رسمياً التوصل الى اتفاق مع الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض برئاسة محمد عثمان الميرغني، حمل موافقة الأخير مبدئياً على طرح الرئيس عمر البشير الخاص بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، خلال المرحلة المقبلة. وردت السلطات بإطلاق ثلاثة من ناشطي الحزب الموقوفين منذ أكثر من أسبوع. وتوصل الحزبان الى اتفاق عبر محادثات بين مستشار البشير، القيادي في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم أحمد عمر مع الميرغني في مكةالمكرمة مطلع الأسبوع الجاري. من جهة أخرى، رهنت الإدارة الأميركية شطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب بمراقبة نشاط الخرطوم في مكافحة الإرهاب خلال الستة أشهر المقبلة. وأعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مؤتمر صحافي امس مع المبعوث الرئاسي الاميركي إلى السودان سكوت غرايشن، قيام مجموعة قانونية أميركية بمراجعة إجراءات شطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب بسبب قانون أميركي في هذا الشأن لا بد من الوفاء بالتزاماته. على صعيد آخر، اغتيل وزير التعاونيات والتنمية في حكومة جنوب السودان جيمي ليمي ميلا على يد سائقه وصهره في مكتبه في جوبا عاصمة الجنوب أمس، كما قتل حارسه الشخصي. ويُعتقد أن الحادث بسبب خلافات شخصية وأسرية، إذ ينحدر الوزير وسائقه من قبيلة واحدة. وكان ميلا عضواً سابقاً في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال قبل أن ينشق وينضم الى «الحركة الشعبية» الحاكمة في الجنوب قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيسان (أبريل) الماضي.