أنزل معتصمو ميدان التحرير «بالقوة» المغني تامر حسني من على منصة الإذاعة ومنعوه من إلقاء كلمة يعتذر فيها عن إساءته اليهم وهجومه على المعتصمين لمطالبتهم برحيل الرئيس حسني مبارك عن سدة الحكم. وهتف المعتصمون ضد حسني الملقب «بمطرب الجيل» الذي زار الميدان في الساعة الثالثة فجر أمس، وذلك عند صعوده إلى إذاعة الميدان: «انزل... ارحل... ارحل مع باباك حسني». وكاد بعض المعتصمين يشتبكون مع حسني، لكن مرافقه سارع إلى إطلاق النار في الهواء، ليتمكن من الخروج من الميدان سالماً. وحمل المعتصمون على مسؤولي الإذاعة لسماحهم لحسني بالصعود إلى المنصة، وتدخل النائب السابق محمد البلتاجي، وألقى كلمة حضّ فيها الشباب على غض الطرف عن هذه الاستفزازات من قبل أعوان النظام الحاكم. وكان حسني طالب المتظاهرين في ميدان التحرير في سادس أيام اعتصامهم، بضرورة العودة إلى منازلهم حقناً للدماء، وقال إن التغيير الذي طالب به الشباب حدث بالفعل، لذلك وجب عليهم الرحيل لإنهاء الأزمة وعودة الأمن. وبثت قناة «العربية» في نشراتها مقطع فيديو للمطرب المصري وهو يبكي بعد دقائق من الحادثة، وقال كلاماً غير مرتب حاول فيه إبداء وجهة نظره، مشيراً الى أن الناس في ميدان التحرير «فهموه خطأ»، وأنه «مش زعلان منهم». وعلى النقيض استقبلت الحشود في ميدان التحرير الممثل أحمد حلمي، إذ رحبت به ورددت معه شعارات تطالب الرئيس بالرحيل، مع أن حلمي – وفقاً لمتابعين - نشر في بداية نشوب الأزمة على موقعه الإلكتروني الشخصي، كلمة طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم وترك الرئيس يكمل مدته. وهو الرأي الذي تراجع عنه الممثل الكوميدي بعد 14 يوماً من اندلاع انتفاضة التغيير، وأزاح مقالته المذكورة من موقعه الرسمي. واعتبر متصفحون لمواقع ومنتديات إلكترونية أن الذين حاولوا الاعتداء على تامر حسني هم من معجبي عمرو دياب، وحماستهم ضد حسني لم تكن وطنية وإنما شخصية. وأستغرب هؤلاء أن يتظاهر البعض للمطالبة بالحرية والديموقراطية ومنع العنف والقمع بينما هم أول من يكممون الأفواه ويعتدون على كل من يخالف رغباتهم!