ذكرت مسودة بيان يجري إعدادها قبل تجمع أمني آسيوي كبير مقرر عقده بعد غد (الإثنين)، أن أكثر من 25 دولة آسيوية ستتفق على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة انتشار التطرف العنيف في المنطقة. ومن المتوقع أن يشكل وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء في «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) و17 دولة شريكة في الحوار معها، آلية إقليمية لمواجهة هذا التهديد الأمني. وجاء في مسودة بيان رئيس التجمع الذي يعكس المناقشات المتوقعة في المنتدى الإقليمي ل «آسيان» المقرر عقده في مانيلا «عبر الوزراء عن إدانة قوية للأعمال الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة بكل أشكالها ومظاهرها». وأضافت المسودة «أشاروا أيضاً إلى ضرورة الاستفادة بشكل كامل وفعال من وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة انتشار روايات الإرهابيين على الإنترنت». ومن المتوقع أن يناقش المنتدى إنشاء آلية لتعزيز الجهود المتصلة بأمن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تطوعت اليابان وماليزيا وسنغافورة لقيادتها. والفيليبين التي تستضيف اجتماعات «آسيان» من أكثر الدول تضرراً. وقالت السلطات إن فكر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف آخذ في الترسخ في جنوب البلاد مع استخدام جماعات محلية وسائل التواصل الاجتماعي وسيلةً أساسيةً لتجنيد مقاتلين من بينهم إندونيسيون وسنغافوريون وماليزيون. وتقاتل القوات الفيليبينية متشددين سيطروا على أجزاء من مدينة ماراوي ذات الغالبية المسلمة منذ أكثر من شهرين. ولقي ما يقرب من 700 شخص مصرعهم ونزح أكثر من 400 ألف بسبب القتال العنيف. وتعتقد سلطات الفيليبين أن المشكلة تتجاوز ماراوي، وأن المتشددين ربما يكونوا في طور الإعداد للهجوم على مدن أخرى. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفيليبينية إن وزراء «آسيان» على استعداد للتحرك لأنهم رأوا كيف يستغل المتطرفون وسائل التواصل في ترويج فكرهم، وفي التجنيد والتحريض على تنفيذ هجمات. وأضاف «ينشرون تسجيلات مصورة عنيفة على تويتر وفايسبوك ويتواصلون عبر تطبيق تيليغرام». وتابع أن الوزراء قرروا مواجهة التهديد بالآليات نفسها. وقال الناطق العسكري الفيليبيني البريجادير جنرال رستيتوتو باديلا إن دولاً كثيرة تحرز تقدماً في هذا الصدد لكن «هناك حاجة لأن تبذل آسيان المزيد». ومضى قائلاً «يمكننا أن نفعل ما هو أكثر من التعاون العسكري التقليدي»، وأقر بالدعم المقدم من إندونيسيا وماليزيا من خلال تبادل المعلومات ودوريات الحدود البحرية المنسقة. وتابع «هذا تواصل قوي جداً، نود ألا يقتصر على إندونيسيا وماليزيا... هذا التحدي الذي نواجهه في ماراوي له أثره أيضاً على المنطقة بأسرها».