قام نائب أمير منطقة الجوف الأمير عبدالعزيز بن فهد بجولة تفقدية بمحافظة دومة الجندل، شملت المواقع الأثرية والتاريخية وبحيرة دومة الجندل، واستمع إلى شرح عن تاريخ دومة الجندل، التي تعد من أهم محافظات منطقة الجوف من حيث المواقع الأثرية والتاريخية، وتعود تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى «دوماء» ابن إسماعيل عليه السلام، الذي سكن فيها، إلى «الجندل»، الذي يعني الحجر الصلب، الذي اشتهرت به المحافظة، والذي بنيت غالبية المنازل القديمة منه. وبين مدير فرع السياحة بمنطقة الجوف أحمد القعيد أن أقدم ذكر لدومة الجندل يعود إلى ما بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وذلك من خلال النصوص الآشورية، التي تشير إلى دومة الجندل باسم «ادوماتو»، وتذكر هذه النصوص أيضاً بعض ملكات دومة الجندل. وأوضح القعيد أن قلعة مارد تعتبر من أقدم القلاع الأثرية في المملكة العربية السعودية، ويعود أقدم ذكر مدون لها إلى القرن الثالث الميلادي، إذ غزتها الملكة زنوبيا ملكة تدمر فاستعصت عليها، وذكرت مقولتها المشهورة «تمرد مارد وعز الأبلق»، والأبلق قصر في تيماء استعصى عليها أيضاً. وتعتبر القلعة سداً منيعاً أمام الأعداء، إذ يلجأ إليها الحاكم والجيش وينتشر السكان في أطراف دومة الجندل، التي سميت بمارد نسبة إلى القوة والامتناع والتمرد على الغزاة. كما زار نائب أمير الجوف مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مستمعاً من القعيد إلى تاريخ هذا المسجد، الذي يعتبر من أقدم وأهم المساجد الأثرية في شمال الجزيرة العربية، ويعتبر من الآثار المهمة في منطقة الجوف وفي المملكة العربية السعودية في شكل عام. وأضاف أن المسجد يشتهر بمئذنته، التي تعد أول مئذنة في الإسلام، ويبلغ ارتفاعها نحو 12.7 متر، كما يتكون المسجد من الداخل من الرواق والمنبر ومحراب القبلة وصحن المسجد والمصلى. واختتم الأمير عبد العزيز زيارته ببحيرة دومة الجندل، واستمع من أمين منطقة الجوف إلى شرح عن البحيرة، التي أنشئت عام 1408 ه من فائض مياه مشروع الري الزراعي، وتبلغ مساحتها 1.100.000 متر مربع، بطاقة تخزينية تبلغ 11.000.000 متر مكعب من المياه، فيما بلغ محيطها ثمانية كيلومترات، بعمق 25 متراً. وخلصت الدراسات إلى خلو مياه البحيرة من الجراثيم والبكتيريا، ما جعلها تستقطب الطيور المستوطنة والمهاجرة والأسماك والنباتات، وتعتبر أكبر بحيرة صناعية وسط الصحراء، واحتضنت البطولة الخليجية الأولى للرياضات البحرية وبطولات المملكة.