اتفق وزيرا خارجية السودان إبراهيم غندور ومصر سامح شكري، خلال اجتماعهما في الخرطوم أمس، على إزالة العقبات التي تعطل تطوير العلاقات بين البلدين والتعاون في محاربة الإرهاب. وقبل رئيس الوزراء السوداني بكري حسن صالح دعوة نلقها شكري لزيارة القاهرة قريباً لاستكمال المشاورات من أجل معالجة الملفات العالقة. وقال شكري لدى مخاطبته اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين السودان ومصر أمس، «إن الاجتماعات المستمرة بين البلدين من شأنها أن تعمل على إزالة كل العقبات التي تواجه العلاقات بين الخرطوموالقاهرة، ووضعها في المسار الصحيح». وأشار إلى «ضرورة تكريس ما يجمع بين البلدين وترسيخ الود والمصالح على أسس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلى جانب احترام خيارات وإرادة الشعبين في مسيرتهما نحو تحقيق الازدهار»، مؤكداً «قدرة البلدين على تعزيز المصالح المشتركة والتغلب على العقبات». وأكد الوزير المصري تطلع بلاده «للتعاون مع السودان في كافة المجالات، بينها تعزيز التعاون التجاري، وإزالة كافة المعوقات التي تعترض طريقها، فضلاً عن ترسيخ قنوات الاتصال رفيعة المستوى بين المسؤولين في البلدين بمجالات الدفاع والأمن، إلى جانب تفعيل المشروعات التكاملية التي تم التوافق عليها بين رئيسي البلدين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ولفت غندور من جانبه إلى تجاوز البلدين كافة الخلافات التي أثارت الرأي العام أخيراً، المتعلقة بملفات الإقامة والغرامات والإيقافات المتصلة بالمواطنين. وأعلن وزير الخارجية السوداني استعداد بلاده لتقديم كل ما من شأنه تحقيق التكامل بين البلدين، عبر إقامة حزمة من المشاريع الاستراتيجية الاقتصادية المشتركة. وطالب ب «تعزيز التعاون الثنائي بين السودان ومصر، لتحقيق أمن استراتيجي شامل ومشترك، يسهم في استدامة مصالح البلدين، من دون إغفال ما يواجه الدولتين من مضايقات وتقاطعات إقليمية وعالمية تسعى لتعكير صفو العلاقة للوصول إلى تفاهمات وتقارب يعمل على حل العقد البينية بتقديرات تساعد وتعظم المصالح المشتركة». وشدد غندور على «ضرورة العمل لتفاعل المنافع بين البلدين، من خلال إنشاء مشروعات ضخمة ومدروسة ومحددة وفقاً لجدول زمني»، كما أكد «ضرورة أن تحظى بالدعم والرعاية على مستويات عالية لتصبح لبنة حقيقية لتجاوز المواقف والمحطات التي تعترض علاقة البلدين، وصولاً إلى تكامل وتعاون اقتصادي يسهم في إنعاش واستقرار شعبي البلدين»، مؤكداً «جاهزية السودان لتقديم ما عليه لإنجاح تلك المشروعات في أقرب وقت».