أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه اتفق مع نظيره الإثيوبي ووركنيه جيبيهو على عقد لقاء دوري كل شهرين بالتناوب في القاهرةوأديس أبابا لبناء الثقة وإزالة أي سوء فهم وشوائب قد تظهر في مسار العلاقات بين البلدين. ورحب شكري في مؤتمر صحافي مشترك عقب محادثات في قصر التحرير مع الوزير الإثيوبي، وأعرب عن أمله بتبادل الزيارات بينهما. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل جيبيهو الذي سلمه رسالة من رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، وأكد شكري أنه جرى خلال اللقاء تأكيد حرص البلدين على العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات كافة، ووصف اللقاء مع السيسي بأنه «كان حديثاً مطولاً». وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف أن رسالة ديسالين للسيسي تتضمن حرص الجانب الإثيوبي على تطوير وتعميق علاقاته مع مصر على مختلف الأصعدة. وأفاد بيان بأن وزير خارجية إثيوبيا رحب بما تم إحرازه من تقدم خلال السنوات الثلاث الماضية على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى ما يعكسه ذلك من توافر إرادة سياسية حقيقية لدى قيادتي وشعبي البلدين تستهدف تعزيز التفاهم المشترك وأواصر التعاون بين دول حوض النيل، لا سيما في ضوء ما يجمع بين مصر وإثيوبيا من تاريخ مشترك ومصير واحد. وأكد الوزير الإثيوبي للرئيس السيسي التزام بلاده «تحقيق المصالح المشتركة للشعبين وعدم الإضرار بمصالح مصر»، مشيراً إلى أن التواصل والتشاور الدوري بين البلدين يعززان التعاون المشترك ويساهمان في ترسيخ الثقة على المستويين الرسمي والشعبي. وأضاف يوسف أن الرئيس «أكد اهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع إثيوبيا في مختلف المجالات وتعزيز التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين». وأشاد باللقاءات التي تمت مع رئيس الوزراء الإثيوبي، وآخرها على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة في أديس أبابا، مشيراً إلى ان ما يساهم به التنسيق المستمر يؤدي الى بناء أسس متينة لعلاقات تعاون ممتدة بين الجانبين. وأعرب السيسي عن تطلعه إلى عقد اللجنة العليا المشتركة في القاهرة قريباً، واستقبال رئيس الوزراء الإثيوبي في مصر للبحث في سبل تطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات. وأكد السيسي أن سياسة مصر الخارجية تركز على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة مع جميع الدول، مشدداً على أن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تسعى إلى البناء والتعاون والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وأفريقيا. وأوضح يوسف أنه تمت مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم التطرق إلى تطورات ملف سد النهضة. وأكد السيسي أهمية التفاعل الإيجابي مع الشركة التي تُنفذ الدراسات الخاصة بالسد لإنهائها في أقرب وقت، والوصول إلى التوافق على قواعد ملء السد وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، منوهاً بضرورة مواصلة التعاون بين البلدين من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة في حوض النيل بما يراعي تحقيق التنمية لكل الدول، من دون الافتئات على الحق في الحياة، أو الإضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل. وكان شكري أكد في المؤتمر الصحافي مع نظيره الإثيوبي أن لقاءهما اتسم بالشفافية والصراحة، ولفت إلى أنه أكد للوزير الإثيوبي حرص مصر على تدعيم العلاقات مع إثيوبيا وقرارها الاستراتيجي بالسير قدماً في تعزيز العلاقات بما يعود بالنفع على مصالح الشعبين الشقيقين في إطار من الاحترام المتبادل، مشدداً على أن كل ما يعزز استقرار مصر هو منفعة لإثيوبيا وأن استقرار إثيوبيا يعود بالمنفعة على مصر. وأوضح أنه تم التباحث في أهمية العمل المشترك بشفافية وأهمية التواصل المستمر واتفقنا على عقد لقاء دوري كل شهرين بالتناوب بين مصر وإثيوبيا لبناء الثقة وإزالة أي سوء فهم وأن يكون الحديث بناء على ما يربطنا من هدف مشترك. وقال شكري إن الرئيس السيسي أكد للوزير الإثيوبي أن مصر لا تتآمر على أحد ولا تعمل إلا لتحقيق الصالح، مضيفاً أنه يجب علينا أن نسير إلى الأمام وأن نزيل أي شوائب في العلاقات، وأكد أنه منذ تولي الرئيس السيسي السلطة تمت إقامة علاقات قوية مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين. وأكد وزير الخارجية الإثيوبي أنه من الضروري العمل في المستقبل والاستمرار في المجتمعات في ما يتعلق بالقضايا السياسية والعمل في التشاور حول القضايا المشتركة، مشيراً إلى أنه جرى التباحث حول العديد من المصالح الاقتصادية، وأن بلاده تأمل للعمل مع مصر في شتى المجالات. وشدد وزير الخارجية الإثيوبي على ضرورة تعزيز العلاقات المشتركة مع مصر، مشيراً إلى أنه بحث مع شكري عدداً من الملفات من بينها كيفية تعجيل إنجاز الاتفاقية الثلاثية في شأن سد النهضة، موضحاً أن المناقشات خلقت المزيد من الثقة المتبادلة. ويجري شكري محادثات في الخرطوم اليوم خلال ترأسه الجانب المصري في اجتماعات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين، فيما يترأس نظيره إبراهيم الغندور الجانب السوداني. وكان اجتماع اللجنة مقرراً في التاسع من نيسان (أبريل) الجاري وتأجل اضطرارياً، لظروف الطقس التي حالت دون استقبال طائرة الوفد المصري في مطار الخرطوم. ولجنة المشاورات السياسية إحدى اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسي، والتي عقدت للمرة الأولى في القاهرة في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2016. ومن المقرر أن تبحث مختلف أوجه العلاقات السياسية المصرية السودانية، ومسار التعاون الاقتصادي والتجاري والعلاقات القنصلية.