أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس التوصل إلى اتفاق، في شأن إنشاء منطقة ثالثة لتخفيف التوتر شمال مدينة حمص في سورية. وأكدت أن الاتفاق تم برعاية مصرية، وأنه لا يشمل تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة»، مشيرةً الى أن «قوات المعارضة السورية ستعمل بموجب الاتفاق على طرد عناصر التنظيمين من المنطقة». وكشف الناطق باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف تفاصيل عن جولة المفاوضات التي أجريت في القاهرة، وتُوجَت قبل أيام بوضع اللمسات النهائية على الاتفاق الذي يشمل 84 بلدة وقرية في ريف حمص الشمالي يتجاوز تعداد سكانها 147 ألف شخص. ولفت الى أن الاتفاق اشتمل على وقف إطلاق النار بين القوات النظامية السورية والفصائل المعارضة في المنطقة بدءاً من منتصف نهار أمس، بالتوقيت المحلي، مؤكداً أن الهدنة لا تشمل مسلحي تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين. ولفت كوناشينكوف إلى أن «المعارضة المعتدلة» تعهدت بطرد جميع الفصائل المرتبطة بهذين التنظيمين من مناطق سيطرتها في محافظة حمص، وكذلك بإعادة فتح جزء من طريق حمص-حماة. وأعلن الناطق أن الشرطة العسكرية الروسية ستقيم اعتباراً من اليوم (الجمعة) معبرين و3 نقاط رصد ومراقبة على طول خطوط التماس في المنطقة، مؤكداً أن وحدات الشرطة العسكرية الروسية ستتولى مهمة الفصل بين الطرفين المتصارعين ومتابعة تطبيق نظام وقف العمليات القتالية، فضلاً عن ضمان إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين من دون أي عوائق. وأردف الناطق أن جميع المتضررين سوف يتاح لهم تلقي العلاج المطلوب، إما في مستشفى عسكري روسي أو في أحد المستشفيات السورية. وأكد كوناشينكوف أن المهام الإدارية اليومية في منطقة تخفيف التوتر، بما في ذلك استئناف عمل مؤسسات الحكم والمؤسسات التعليمية والاجتماعية، أوكِلَت إلى مجالس محلية تضم سكان المنطقة، إضافة الى تشكيل «لجنة العدالة الوطنية» التي ستضم ممثلي المعارضة والمجموعات الطائفية والعرقية والسياسية المقيمة في المنطقة. ونشرت وزارة الدفاع بالتزامن مع الإعلان عن الاتفاق خريطتين تظهر اولاهما منطق خفض التوتر في ريف حمص، والبلدات الواقعة داخلها. كما حددت مناطق إقامة نقاط التفتيش ومراكز الرصد والمراقبة. ووفق الخريطة، ستقام نقطة تفتيش شمال قرب بلدة دير الفرديس على الطريق الرئيسي الموصل الى حماة. ونقطة تفتيش ثانية في الجنوب قرب بلدة دير بعلبا الواقعة على مدخل مدينة حمص. بينما توزع ثلاث نقاط للمراقبة والرصد، واحدة قرب بلدة حميرة (شمال غرب) والثانية قرب بلدة قبيبات (شمال شرق) والثالثة قرب تل عمري (جنوب شرق). وتضمنت الخريطة الثانية رصداً لمساحات سيطرة القوى المختلفة حالياً، على الأراضي السورية. وبرزت باللون البني الأراضي التي تسيطر عليها القوات النظامية. بينما ظهرت المناطق التي تتواجد فيها «جبهة النصرة» مع فصائل من المعارضة السورية باللون الأزرق. والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» باللون الرمادي. ومناطق سيطرة القوات الكردية باللون الأصفر. إضافة إلى مناطق المعارضة المدعومة من جانب تركيا باللون البنفسجي، وأخيراً مناطق سيطرة جيش سورية الجديد المدعوم من الولاياتالمتحدة باللون الزهري. على صعيد آخر، دعت روسيا وإيران والعراق، إلى دفع الجهود لتسوية الأزمة السورية، مؤكدة تمسك الدول الثلاث بوحدة أراضي سورية وسيادتها واستئصال الخطر الإرهابي في المنطقة. وأكدت الخارجية الروسية أن الأطراف الثلاثة تبادلت الآراء والمواقف خلال لقاء ثلاثي تشاوري حول سورية عقد في موسكو بمشاركة كل من نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، ونظيريه، الإيراني حسين جابري أنصاري، والعراقي نزار خير الله. ولفتت الخارجية الروسية في بيان الى اتفاق الأطراف الثلاثة على ضرورة بذل جهود مشتركة من أجل تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية لمواطنيها المتضررين من الحرب، وإعادة تأهيل الهياكل الأساسية في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي للبلاد. وكان نائبا وزيري الخارجية الايراني والعراقي عقدا جولة محادثات مماثلة أول من أمس مع نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فومين. الى ذلك، نشرت صحيفة «فزغلياد» الروسية أول من أمس نبأً مفاده بأن الجيش الأميركي قرر التخلي عن قاعدة التنف في سورية وأنه أعطى حلفاءه السابقين مهلة 24 ساعة من أجل إلقاء السلاح. وزادت الصحيفة أن مسلحي «جيش مغاوير الثورة» الذي تدعمه الولاياتالمتحدة سلموا أنفسهم مع أسلحتهم المتوسطة والثقيلة للقوات النظامية السورية. ولم يرد تأكيد للنبأ حتى يوم أمس من مصادر أخرى.