بدأت أسواق الأسماك المركزية في المنطقة الشرقية في القطيفوالدمام وجزيرة تاروت والجبيل في استقبال باكورة صيد الربيان في المنطقة بعدما حددت وزارة البيئة والمياه والزراعة فسح الصيد اعتباراً من الأول من آب (أغسطس) الجاري 2017 حتى 31 كانون الثاني (يناير) 2018، من أجل المحافظة على هذه الثروة البحرية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) في تقرير نشرته اليوم (الخميس). وقال مدير مركز أبحاث الثروة السمكية في المنطقة الشرقية بالنيابة عبدالعزيز الشهاب: «إن الصيادين يتوافدون قبل بداية الموسم إلى المركز للحصول على رخصة صيد الربيان للقوارب الكبيرة فقط (اللنشات)، وخلال هذه الفترة يبدأ الصيادون بتجهيز قواربهم بالمعدات والشباك النظامية المسموح بها من قبل الوزارة»، مشيراً إلى أن «المسؤولين في المركز يعقدون اجتماعاً في بداية الموسم مع العدادين الإحصائيين لتوجيههم بتكثيف طلعاتهم على مواقع الإنزال لمعرفة وضع بداية الموسم من حيث الكميات والأحجام والأنواع (للقوارب الكبيرة والصغيرة) وتوثيق ذلك ليتم إعداد التقارير اللازمة لهذا الموسم». وعن مهام عمل المركز في موسم صيد الربيان بين الشهاب أنها «تتمثل في إخطار قطاعات ومراكز حرس الحدود بمواعيد بداية ونهاية الموسم، والسماح لكل قارب لديه رخصة بصيد أربع ثلاجات فقط، مع القيام بزيارات ميدانية دورية على مرافئ الصيد لتسجيل كميات وبيانات الصيد والكشف على الشباك المستخدمة، وتبديل تصاريح صيد الأسماك إلى تصاريح صيد ربيان (للراغبين) والقوارب الجديدة التي لا يوجد لها تصريح في السابق يعمل لها تصريح، بجانب مراقبة الأسواق المركزية للأسماك من خلال التنسيق بين المركز وبلدية القطيف»، مشيراً إلى أن معظم القوارب تتجه إلى صيد الربيان لما له «من عائد مادي جيد». من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية النقيب أحمد العتيبي جاهزية حرس الحدود للموسم وتقديم كل الخدمات للصيادين والمراكب، مضيفاً أن القيادة أنهت جميع الطلبات قبل انطلاق الموسم مع التأكيد على توافر اشتراطات السلامة من طفايات الحريق وغيرها من متطلبات السلامة. وأفاد بأن حرس الحدود يعمل على تسهيل أعمال الصيد للصيادين ويتم تسيير الدوريات البحرية والساحلية التي تهدف إلى تقديم المساعدة ومد يد العون والحفاظ على سلامة الصيادين، داعياً الصيادين إلى «استخدام وسائل الصيد النظامية المسموحة والمحددة من قبل وزارة الزراعة التي تسهم في تنمية هذا المخزون واستدامته». وقال المشرف في سوق الأسماك المركزي في القطيف عبد الإله أبو عزيز إن السوق استقبل أول أيام الموسم حوالى 1800 بانة (البانة 32 كيلوغراماً) متعددة الأحجام، وبيعت أول شحنة في حراج السوق للحجم الصغير جداً ب 350 ريالاً إلى 430 ريالاً للبانة. وتراوحت أسعار بقية الأحجام الصغيرة ب 500 ريال و600 للبانة. أما حصيلة اليوم الثاني فكانت 3500 بانة وبيع الحجم الصغير جداً ب 90 ريالاً و180، وبيع الحجم الصغير ب 200 إلى 390 ريالاً، والحجم أكبر من الصغير ب 400 إلى 490 ريالاً، والحجم المتوسط ب 500 إلى 720 ريالاً، والحجم الكبير ب 950 إلى 970 ريالاً. ويستقبل الحراج الرئيس لسوق القطيف المركزي هذه الكميات من الساعة السابعة مساء، كما تقام حراجات أخرى في كل من: الدمام، والجبيل، وتاروت. ولفت إلى أن «الشركات تشتري جميع الأحجام لتجميده وبيعه بأسعار مرتفعة خلال الحظر، فيما يفضل الأهالي الأحجام المتوسطة أما المطاعم فتشتري جميع الأحجام لتقديمه في الوجبات التي تبيعها». بدوره أوضح عبدالله بن سعيد آل سليس وهو مدير إحدى شركات تجارة الأسماك والربيان في المنطقة، أن أسعار الربيان خاضعة للعرض والطلب. وقال: من الصعب توقع سعر ثابت ومعين، ولكن بحسب المعطيات مع معدل الأسعار في بداية الموسم تعتبر معقولة ومقبولة جداً، ويتضح ذلك أكثر مع عودة المراكب الكبيرة خلال الأسبوع المقبل التي من المتوقع أن تجلب معها كميات كبيرة من الربيان. وأشار آل سليس إلى أن «موسم صيد الربيان يؤثر في سعر الأسماك ووفرتها حيث تقل الكميات التي تصل إلى السوق إذ ينصرف أكثر من 1200 قارب إلى صيد الربيان لأن عائده المادي أعلى من صيد الأسماك، وهذا يؤثر في العرض ويرفع الطلب وبطبيعة الحال على السعر». وقال كبير الصيادين في فرضة القطيف رضا حسن الفردان: إن بعض المراكب الكبيرة (اللنشات) التي خرجت وأبحرت قريباً من فرضة القطيف وفرضة دارين التي اتجهت قريباً من معقل (الدوبة) بشواطئ الدمام وصل صيدها في أول أيام الفسح إلى 25 بانة. وأضاف الفردان أن تقليص مدة الإبحار من 7 أيام إلى 5 أيام أضر بحصيلة صيد الصيادين، مهيباً بمركز الثروة السمكية بالمنطقة إعادة مدة الترخيص إلى 7 أيام، ليكون موسم الصيد موحداً خلال فترة السماح بصيد الربيان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وبين الصياد فاضل آل حجيري أن صيد القوارب يكون عادة قرب الشواطئ وتستغرق رحلتها من يوم إلى يومين، أما المراكب الكبيرة (اللنشات) فيكون صيدها داخل البحر وتستغرق الرحلة 5 أيام، فيما أمل الصياد فواز خالد الهارون بزيادة التنسيق بين قيادة حرس الحدود ومركز الثورة الثروة السمكية وذلك لمعالجة التعارض الذي قد يطرأ بين طريقة صيد الأسماك (بالقراقير) وطريقة صيد الربيان التي قد تتسبب في تحريك بعض (القراقير) التي وضعت لصيد الأسماك من مكانها في البحر ومن ثم ضياعها. وقال المواطن حسين حبيب الصفار انه ينتظر موسم الربيان في كل عام ليقوم بشراء وتخزين أكثر من 64 كيلوغراماً (بانتين) من الربيان لتكفيه وأسرته لنهاية فترة حظر الصيد، فيما أشار المواطن منصور الدحيلب إلى أنه يحرص في موسم كل عام على شراء كمية كبيرة من الربيان بمختلف أحجامه حيث يخصص الحجم الصغير والمتوسط لطبخ الكبسة والبرياني والمشخول، فيما يخصص الحجم الكبير للشوي أو القلي (بطريقة البروستد).