على رغم مرور سنة، على وعد تصريح أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، باعتزامهم تنفيذ 30 جسراً في ثلاث مدن، هي الدماموالخبر والقطيف، إلا ان سكان المدن الثلاث التي تضم أكبر كثافة سكانية في المنطقة، لم يروا تصريح الأمين مترجماً على أرض الواقع. وبقيت الجسور الأربعة اليتيمة في طريق الملك فهد في الدمام، وطريق الملك عبد العزيز، وطريق الملك عبدالله، وطريق الأمير تركي بن عبد العزيز في الخبر، وحيدة، في انتظار مبادرة الأمانة إلى الوفاء بوعدها، وإنشاء ال30 جسراً، التي وعدت بها قبل سنة، والتي قال أمين الشرقية حينها إنه تم «عرض هذه المشاريع على المجلس البلدي لحاضرة الدمام، من أجل الموافقة عليها، على أن تكون الأولية للطرق السريعة». بيد ان العتيبي، ألمح في تصريح صحافي أدلى به قبل نحو شهرين، إلى «صعوبات» تمنع الأمانة من إنشاء الجسور، فهو أكد أنها «تبذل جهوداً كبيرة لإنشاء جسور مشاة في المواقع الحيوية. ولكنها تواجه صعوبات معينة». وأضاف «تسببت جهات خدمية في تعطيل إنشاء 30 جسراً للمشاة في مواقع حيوية في حاضرة الدمام، نتيجة عوائق خطوط الكهرباء والمياه والصرف الصحي». وتزداد المطالب بإنشاء جسور في المدن الكبرى في الشرقية، مع تزايد حالات الوفاة بسبب الدهس في الشوارع، إذ أظهرت آخر إحصائية صدرت عن الإدارة العامة للمرور في الشرقية، أن هناك نحو 759 حالة دهس، وقعت غالبيتها على الخطوط السريعة. وغالبية ضحاياها من العمال الوافدين. وبات مشهداً مألوفاً رؤيةُ أسرة تحاول قطع شارع الملك فهد في الدمام، لكنها تعجز عن ذلك، وتظل تحاول زمناً طويلاً، ولا تمتلك إلا أن تقطع مسافة طويلة، من أجل الوصول إلى الجسر اليتيم، الذي لم تقم أمانة الشرقية ببنائه. إذ قام بالتبرع به أحد رجال الأعمال، وذلك لتسهيل عملية عبور المشاة إلى الضفة الأخرى من الطريق. ويستدعي المشهد قلق الأهالي على أبنائهم، وبخاصة خلال فترتي الصباح والظهيرة، حين يتوجه الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، أو أثناء خروجهم منها. ويقول مسند الشريف، وهو رب أسرة، تسكن حي العمال في الدمام: «ينتابني القلق كل يوم، حينما يتأخر أولادي عن الرجوع إلى البيت في الوقت المحدد، لأن مدرستهم تقع في الطرف الآخر من الطريق، وهي بعيدة عن الجسر الوحيد فوق هذا الشارع الحيوي، ما يستلزم منهم أن يقطعوا الطريق، وهذه مخاطرة كبيرة على صغار مثلهم». ويسأل: «أين أمانة الشرقية عن هذه المشكلة؟ وهل يعجزهم بناء مثل هذه الجسور التي تحمي أبناءنا، وفي الوقت ذاته تحول دون دهس المارة، وكذلك تسهل حركة المرور». وتبدو مشكلة غياب الجسور جلية، في الشوارع التجارية التي تضم أسواقاً أو مجمعات، وكذلك التي توجد على جنباتها مبانٍ فندقية أو مطاعم أو مدن ترفيهية، إذ تزداد حركة الراغبين في الانتقال بين طرفي الشارع. وعلى رغم مرور نحو أسبوعين على طلب «الحياة»، إيضاحاً من أمانة الشرقية عن جسور المشاة، وأسباب عدم تنفيذها إلى الآن، إلا أنها لم تتلق الرد منها، حتى وقد إعداد هذه المادة للنشر.