كشف مسؤولان في الاستخبارات الأميركية لم يُعلنا هويتَيهما أن أحدث اختبار أجرته كوريا الشمالية السبت الماضي لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات أظهر احتمال وصوله إلى كل أراضي الولاياتالمتحدة، ما يثبت تنامي التهديد الذي تشكله البرامج النووية والصاورخية لبيونغيانغ، ويزيد الضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل الرد. وفيما نقلت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية عن الزعيم كيم جونغ أون قوله لدى إشرافه على إطلاق صاروخ «هواسونغ 14»، إن «الولاياتالمتحدة لن تكون في مأمن من الدمار إذا حاولت مهاجمة بلاده»، رأى المسؤولان أن كيم «يريد تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات لمنع أي اعتداء على بلاده واكتساب شرعية دولية، وليس لشن هجوم على الولاياتالمتحدة أو حلفائها يعرف أنه يمثل انتحاراً لنظامه». وكان الناطق باسم البنتاغون الكابتن في سلاح البحرية جيف ديفيز اعترف في إفادة صحافية بأن الصاروخ الكوري الشمالي يستطيع التحليق مسافة 5500 كيلومتر»، وهو المدى الأدنى لما يعتبره البنتاغون صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. وأكد مسؤولان أميركيان آخران أن التجربة الصاروخية الأخيرة لبيونغيانغ استمرت نحو 45 دقيقة، أي مدة أطول من الصاروخ الباليستي الذي أطلقته بيونغيانغ في 4 تموز (يوليو) الماضي، وحلّق نحو 39 دقيقة، كما أن ارتفاعه ومداه وقوته كانت أكبر من الاختبار السابق لأنه استخدم محركات تقاوم تأثيرات الرياح وعوامل أخرى قد تخرجه عن مساره خلال الصعود. في المقابل، أعلن مايكل إلمان، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن فيديو صورته كاميرا متخصصة في مراقبة الطقس بإقليم هوكايدو الياباني وبثته إذاعة «إن إتش كي» اليابانية، أظهر تحطم الصاروخ الكوري الشمالي قبل الهبوط، «ما يشير إلى أن بيونغيانغ لم تتقن بعد التكنولوجيا اللازمة لإعادة إدخال صواريخ الغلاف الجوي، لكن إجراءها اختبارات إضافية قد يسمح بنشرها صواريخ باليستية عابرة للقارات العام المقبل»، وهو تقدير أقرب مما كان متوقعاً سابقاً. وفي مؤتمر صحافي عقده لمناسبة نهاية رئاسة بلاده الدورية لمجلس الأمن خلال تموز (يوليو)، صرح سفير الصين لدى الأممالمتحدة ليو جيه يي بأن «تخفيف حدة التوتر والعمل لاستئناف محادثات إنهاء برامج الأسلحة الكورية أمران يعودان أساساً الى الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية وليس لبلادنا». وتابع: «مهما كانت قدرات الصين، لن تسفر جهودها عن نتائج عملية لأن الأمر يعتمد على الطرفين الأساسيين»، متهماً «دولاً معنية» بانتهاك قرارات مجلس الأمن عبر تصعيد التوترات وعدم استئناف المفاوضات. وكرر معارضة بكين نشر نظام «ثاد» الأميركي للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية، «لأن استخدام نظام ذي تأثير سلبي كبير في الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة ليس الطريقة المثالية لمواجهة الاختبار المزعوم من كوريا الشمالية». وتجري الولاياتالمتحدة محادثات منذ نحو شهر مع الصين، حليفة كوريا الشمالية، في شأن مسودة قرار لمجلس الأمن تفرض عقوبات أشد على بيونغيانغ. وقالت سفيرتها في الأممالمتحدة الأحد إن واشنطن ترى أن «وقت الكلام انتهى، وأن الصين يجب أن تقرر إذا كانت ترغب في دعم تشديد عقوبات الأممالمتحدة على كوريا الشمالية».