قال مسؤولان أميركيان أمس (الإثنين) أن الاختبار الأخير الذي أجرته كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات يظهر أنها ربما تكون الآن قادرة على الوصول إلى معظم الأراضي الأميركية، في وقت ترفض فيه الصين السعي إلى تهدئة التوتر بين بيونغيانغ وواشنطن. ويبرز التقييم، الذي أبلغ به المسؤولان «رويترز» بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أن التهديد المتنامي الذي تشكله برامج كوريا الشمالية النووية والصاورخية قد يزيد الضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب كي ترد. وأشار مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أمس إلى أن رئيس كوريا الشمالية يريد تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات لمنع أي هجوم على بلاده ولاكتساب مشروعية دولية وليس لشن هجوم على الولاياتالمتحدة أو حلفائها لأنه يعرف أنه «سيكون انتحاراً». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الكابتن في البحرية جيف ديفيز إن «تفاصيل تقييمنا سرية لأسباب آمل أن تفهموها»، معترفاً فقط بأن الصاروخ يمكنه التحليق لمسافة 5500 كيلومتر وهو المدى الأدنى لما يعتبره البنتاغون صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. وكانت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية» أوضحت أن «الصاروخ هواسونغ-14 وصل إلى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلومتر وقطع مسافة 998 كيلومتراً قبل أن يسقط في المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية. وفي سياق متصل، تحدث سفير الصين لدى الأممالمتحدة ليو جيه يي قائلاً أن «تخفيف حدة التوتر والعمل على استئناف المحادثات الرامية إلى إنهاء برامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية أمر يعود بشكل أساسي للولايات المتحدةوكوريا الشمالية وليس لبلاده». وأضاف أن «واشنطن وبيونغيانغ تتحملان المسؤولية الأساسية وليس الصين عن مواصلة التحرك للبدء في السير نحو الاتجاه الصحيح... ومهما كانت قدرات الصين فجهودها لن تسفر عن نتائج عملية لأن الأمر يعتمد على الطرفين الأساسيين». وأوضح ليو أنهم على «تواصل مستمر والاتصالات لم تتوقف أبداً عما يجب أن يفعل المجلس. القرار الجديد محل نقاش في مجلس الأمن، والصين تبحث أفضل السبل التي يمكن أن يحقق بها تحرك مجلس الأمن نزع السلاح النووي والحفاظ على السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية إضافة إلى استئناف المحادثات». وشدد على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إجراء مزيد من التجارب الصاروخية أو على الأقل ضمان فاعلية أفضل لمنظومة منع الانتشار لوقف البرامج النووية والصاروخية الباليستية، فيما شدد على معارضة الصين لنشر نظام دفاع صاروخي أميركي معروف باسم «ثاد» في كوريا الجنوبية. وتجري الولاياتالمتحدة محادثات منذ حوالى شهر مع الصين حليفة كوريا الشمالية في شأن مسودة قرار لمجلس الأمن لفرض عقوبات أشد على بيونغيانغ، إذ سلمت سفيرة أميركا لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي مسودة القرار للصين بعد إجراء كوريا الشمالية اختبارا لصاروخ باليستي عابر للقارات في الرابع من تموز (يوليو) الماضي. وعادة ما تتفاوض الولاياتالمتحدةوالصين على عقوبات كوريا الشمالية قبل طرحها على باقي أعضاء المجلس. من جهة ثانية، ذكرت مؤسسة بحثية أمس أن فيديو يصور أحدث التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية أظهر على ما يبدو تحطمه قبل الهبوط بما يشير إلى أن بيونغيانغ لم تتقن بعد تكنولوجيا إعادة دخول الصواريخ الغلاف الجوي اللازمة لتشغيل صاروخ مزود برأس نووي. وقال مايكل إلمان وهو خبير صواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن «الفشل البادي في عودة دخول الصاروخ للغلاف الجوي في التجربة التي جرت الجمعة الماضي يعني أن بيونغيانغ ستحتاج إلى إجراء اختبارات إضافية عدة لصاروخها الباليستي العابر للقارات قبل أن تتمكن من اعتباره جاهزاً للعمل». واستشهد إلمان بفيديو صورته كاميرا مخصصة لمراقبة الطقس في إقليم هوكايدو الياباني وبثته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كي). ولكنه قال إن إجراء المزيد من الاختبارات قد يسمح لكوريا الشمالية بنشر صواريخ باليستية عابرة للقارات العام المقبل، وهذا ما توقعته وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون بأن «كوريا الشمالية ستتمكن من اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل رؤوس نووية في حلول العام المقبل وهو تقدير أقرب مما كان متوقعاً من قبل». وكانت كوريا الشمالية أجرت الجمعة الماضي اختباراً ناجحاً لصاروخ باليستي عابر للقارات زعمت قدرته على ضرب الأراضي الأميركية تحت إشراف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي وصفه بأنه «تحذير شديد» للولايات المتحدة من أنها لن تكون بمأمن إذا هاجمت بلاده.