أعلن مكتب رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني أنه تلقى اتصالاً «ودياً» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث مسألة شركة بناء السفن الفرنسية (إس تي إكس) وملفَي ليبيا والهجرة. وكانت العلاقات بين البلدين الأوروبيين شهدت توتراً في وقت سابق من الشهر الجاري بسبب قضايا عدة من بينها قرار فرنسا منع شركة «فنكانتيري» الإيطالية الحكومية لبناء السفن من امتلاك حصة مسيطرة في شركة «إس تي إكس» الفرنسية. وشعرت روما بالتجاهل بسبب الخطوات الديبلوماسية التي اتخذتها فرنسا في ليبيا عبر جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر والخروج باتفاق سياسي بينهما. كما ساء إيطاليا رفض ماكرون قبول جزء من المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون بحراً إلى شواطئها. إلى ذلك، دعم مجلس الأمن اتفاق السراج وحفتر الذي تم التوصل إليه برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، داعياً الليبيين إلى العمل على تطبيقه كاملاً. وأصدر المجلس بياناً صحافياً بناءً على اقتراح فرنسا، أكد فيه الترحيب بالاتفاق والجهود المبذولة «لتقوية الحوار السياسي الشامل بين الأطراف الليبيين، المدعوم من الدول المجاورة لليبيا والأطراف الدوليين والمنظمات الإقليمية، ضمن إطار الاتفاق السياسي الليبي وقرار مجلس الأمن رقم 2259. كذلك حضّ البيان «كل الليبيين» على دعم التوصل إلى «حل سياسي متفاوض عليه ومصالحة وطنية ووقف فوري لإطلاق النار، وفق ما جاء في الإعلان المشترك» الصادر أخيراً في باريس. وشدد مجلس الأمن على «أهمية الدور المركزي للأمم المتحدة» في تسهيل حوار سياسي يقوده الليبيون، مرحِّباً بتعيين المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة. وأكد البيان أن المجلس «يتطلع إلى دعم جهود سلامة في تسهيل حل سياسي في ليبيا» و «الانخراط الشخصي» للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مساعدة الليبيين على «بناء الاستقرار والأمن والوحدة الوطنية». من جهة أخرى، رحب المنسق السابق للعلاقات الليبية - المصرية أحمد قذاف الدم، «بكل دور إيجابي تقوم به الدول والمنظمات، للمساهمة في إخراج ليبيا مما وصلت إليه من انهيار وترد». وقال قذاف الدم ابن عم العقيد معمر القذافي في تصريح لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء: «إننا نرى أن المعركة الواجبة الآن، ليست صراعاً على سلطة، وإنما إنقاذ وطن يتطلب تنازلات قد تكون مؤلمة». وأضاف: «نتطلع لخطوات شجاعة، للإفراج عن الأسرى، وفتح الأبواب لعودة أبناء الوطن، وإلغاء القوانين سيئة السمعة، وحق الكل في ممارسة حقوقهم وواجباتهم من دون إقصاء أو تهميش أو تمييز أو مزايدة». وعلّق قذاف الدم على ترحيب المشير خليفة حفتر بدور سياسي لسيف الإسلام القذافي، فرأى أن هذا الموقف «مهم ومسؤول، لرص الصفوف وتوحيد القوات المسلحة».