قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام السوري وحلفاءها أحرزوا تقدماً على حساب متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في منطقة ريفية شرق الرقة أمس (الخميس). وأضاف المرصد أن القوات وصلت إلى منطقة تبعد أربعة كيلومترات عن بلدة معدان بعد عبورها حدود محافظتي الرقة ودير الزور للمرة الأولى من ناحية الغرب. وأفاد المرصد أن الجيش يتقدم في الآونة الأخيرة قرب منطقة يسيطر عليها فصيل من المعارضة تدعمه الولاياتالمتحدة يحارب «داعش» بشكل منفصل في معقلها الرئيس في مدينة الرقة. وتسببت أحداث بين مسلحين مدعومين من الولاياتالمتحدة وقوات موالية لدمشق الشهر الماضي في توترات بين واشنطن وموسكو حليفة الحكومة السورية. ويتكبد «داعش» خسائر سريعة في أراض كان يسيطر عليها في حملات منفصلة يشنها النظام السوري المدعوم من روسيا من طرف وقوات كردية مدعومة من الولاياتالمتحدة وحلفائها من طرف آخر. وتخضع محافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق بالكامل تقريباً لسيطرة «داعش». وتشبث النظام السوري بجيب في مدينة دير الزور وفي قاعدة جوية قريبة. من جهة أخرى، ضغطت بريطانيا على سورية وروسيا أمس للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد التي تمزقها الحرب، فيما قال مسؤول بارز في الأممالمتحدة لمجلس الأمن إن قوافل المساعدات لم تصل إلى 540 ألف شخص في مناطق محاصرة خلال شهر تموز (يوليو). وقال سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت للصحافيين «لا نطلب إدخال المساعدات الإنسانية وكأنها منة من أحد. نطالب بذلك لأنه التزام قانوني وأخلاقي». وأضاف أن على روسيا استخدام نفوذها على الرئيس السوري بشار الأسد لضمان دخول المساعدات. واتهم سفير سورية لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالافتراء على الحكومة السورية في تقريره الشهري لمجلس الأمن عن توصيل المساعدات. وقال الجعفري لمجلس الأمن إن قوافل المساعدات الإنسانية عادة ما تصل إلى يد جماعات وصفها بأنها إرهابية مسلحة بدلاً من أن تصل إلى سوريين في حاجة إليها، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويشجع من وصفهم بالإرهابيين الذين يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية. وردت نائب السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة ميشيل سيسون على ذلك بالقول «الحكومة السورية تواصل إرهاب الشعب السوري والتسبب في معاناة لا يمكن تخيلها». وأرسل 14 سفيراً في جنيف من ضمنهم سفراء الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا خطاباً إلى مجلس الأمن لمطالبته باتخاذ إجراء لضمان وصول قوافل المساعدات إلى ملايين السوريين المحتاجين. وطالما شابت مجلس الأمن انقسامات في شأن كيفية إنهاء الحرب، إذ تقف روسيا مدعومة من الصين في وجه الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وهي الدول الخمس دائمة العضوية صاحبة «حق النقض» (فيتو) في المجلس. واستخدمت روسيا «فيتو» ضد ثمانية قرارات في شأن سورية لحماية حكومة الأسد، من بينها إحالة الموقف في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية لإجراء تحقيق في جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. ودعمت الصينروسيا ب «فيتو» منعاً لتمرير ست قرارات. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر إن الموقف الإنساني في الكثير من المناطق السورية يبقى شديد الصعوبة على رغم اتفاق أبرمته روسيا وتركيا وإيران في أيار (مايو) الماضي لتأسيس عدد من مناطق خفض التصعيد للسماح بوصول المساعدات. وأضافت مولر «لم تصل قوافل إلى مناطق محاصرة في تموز (يوليو)». وأشارت أمام المجلس إلى إن العقبات أمام القوافل شملت عدم الحصول على موافقات وعلى خطابات تسهيل من الحكومة السورية وتأخيرات إدارية إضافة إلى انعدام الأمن والقتال.