أضافت Google محطة الفضاء الدولية إلى قائمة المواقع المتوفرة على Street View، إحدى مزايا تطبيق Google Maps، لتتيح استكشاف المحطة والتعرف على كوكب الأرض من الفضاء الخارجي. ويستعرض رائد الفضاء توماس بيسكيه من «وكالة الفضاء الأوروبية» (ESA) - الذي عمل 6 أشهر كمهندس طيران على متن محطة الفضاء الدولية وعاد إلى الأرض الشهر الجاري الحياة على المحطة، وتجربته في التقاط صورٍ خاصة بخدمة Street View في ضوء انعدام الجاذبية. يقول: «تعجز الكلمات وحتى الصور عن وصف المشاعر التي انتابتني أثناء وجودي على متن محطة الفضاء الدولية على مدار 6 أشهر متواصلة. خلال مهمتي الأخيرة، عملت مع Google لالتقاط صورٍ خاصة بخدمة Street View تستعرض شكل المحطة من الداخل ومظهر الكرة الأرضية من الفضاء الخارجي». وعلى مدى 16 عاماً، عمل العديد من رواد الفضاء على متن المحطة التي تتكون من 15 وحدةً متصلة تطفو على ارتفاع 250 ميلاً فوق كوكب الأرض. وتشكل هذه المحطة - التي من المحتمل أن تُسيِر مستقبلاً مهماتٍ إلى القمر والمريخ ومجموعة من الكويكبات الصغيرة - قاعدةً تنطلق منها رحلات استكشاف الفضاء، فضلاً عن كونها تتيح لنا رؤية الأرض من منظورٍ فريد. علاوةً على ذلك، يمكننا جمع البيانات حول المحيطات والغلاف الجوي والقشرة الخارجية للكرة الأرضية، إضافة إلى إجراء التجارب والدراسات التي لا يمكننا القيام بها على الأرض مثل مراقبة تأثير ضعف الجاذبية على جسم الإنسان، وكشف أسرار الجهاز المناعيّ، ودراسة الأعاصير لتنبيه السكان والحكومات عند اقتراب العواصف، أو رصد كمية النفايات البحرية التي تشهد تزايداً متسارعاً. ونظراً إلى صعوبة العيش والعمل في الفضاء الخارجي، لم يكن من الممكن التقاط الصور باستخدام الطرق التقليدية التي تعتمدها Google. ولذلك عمل فريق Street View مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في مركز جونسون للفضاء بمدينة هيوستن في ولاية تكساس، وكذلك مع مركز مارشال لرحلات الفضاء في مدينة هانتسفيل بولاية ألاباما لابتكار طريقة لالتقاط الصور في ظل انعدام الجاذبية باستخدام كاميرات من طراز DSLR ومجموعة من المعدات المستخدمة في محطة الفضاء الدولية، وبالتالي تمكنتُ من التقاط صور ثابتة أرسلتها إلى الأرض، إذ تم تجميعها لإعداد لقطة بانورامية بزاوية 360 درجة للمحطة. وقبل التقاط الصور النهائية التي تشاهدون عبر Street View أجرت الشركة العديد من التجارب لاستكشاف العوائق ومعالجتها، إذ تضم المحطة العديد من المعدات التقنية في جميع أجزائها، وكذلك الكثير من الكابلات، إضافة إلى صعوبة تصوير وحداتها ذات التصميم المعقد من جميع الاتجاهات. علاوةً على ذلك، تعج المحطة بطاقمها الذي يضم 6 أفراد يتولون إجراء أنشطة البحث والصيانة على مدى 12 ساعةً يومياً.