في الشعر توجد كلمات تنطلق إلى القلوب كما الرصاص، مرة تستدرك عاطفتك لتلين نحو الحب، ومرات تغزو فكرك كمواعظ لتوقظ بداخلك عزة النفس والكرامة. هذا هو الشعر والقصيد، ليس له حالة باقٍ عليها، بالأمس قدم الشاعر السعودي الشهير خالد المريخي أغنية بصوت الفنان عبدالكريم عبدالقادر بعنوان «طيبة الخاطر» وقال فيها: «لو تبيني كلي ما أغلى عليك»، لكن من كان يتوقع أن ينتفض هذا القلم ليجر بنفسه صوت الفنانة نانسي عجرم بالروح الخليجية نحو انتفاضة المرأة ضد الرجل ليكون جديدهما في العام 2017 انتفاضة وليس مجرد جرح وعتاب، والغريب إذا دققنا في الأمر فأن الرجل هو الموجه لإحساس المرأة في أغنيتها الأخيرة «أي حب وأي غيره»، ومع ذلك جاء إحساس نانسي بشقاوتها وكما يقول المثل «الغالب قالب». وأكد الشاعر السعودي خالد المريخي في حديث ل«الحياة» أنه فصّل كلمات الأغنية خصيصاً لنانسي، وأضاف «بخصوص الكلمات التي كتبت، أن غيرة المرأة تفوق الرجل وتأثرها بأي جرح يفوقه بمراحل، وهو سبب مضمون الأغنية الذي تناول تجانبي الحيرة والغيرة معاً، وكان الطموح أن تكون الأغنية للعرب وليس فقط الخليج، لذلك أدخلت بعض المفردات على سبيل المثال (أنا نانسي بص فيا)، واسم نانسي هي من أدخلته في الأغنية أنما بقية الجملة كتبته، وما تضمنته الأغنية من مفردات هي الأكثر شيوعاً في الشام والخليج». وبخصوص الكيفية التي استقبلت بها نانسي الأغنية قال المريخي: «بسعادة، حصلت على الكلمات بعد تلحينها من الموسيقار الشهير طلال، فقد خططنا معاً أن تكون الأغنية لنانسي وهي أقرب فنانة عربية قريبه لها». ثم تناولنا السبب الذي يدعوا بعض الشعراء السعوديين للتوجه نحو الأصوات النسائية العربية فأجاب المريخي: «لا ألوم في ذلك صناع الأغنية الخليجية، سبب ذلك قلة عدد الأسماء الخليجية والتي وصل منها نوال وأحلام، ذلك يعني قلة الخيارات، إضافة إلى ذلك حين نقدم أغنية بصوت عربي فأننا بذلك ننقل الأغنية الخليجية إلى العربية، ولازلت أشدد في جميع لقاءاتي الصحافية بأنه علينا الدفع بالأغنية الخليجية لتنجح أكثر إيماناً مني بقيمتها في اللحن والكلمة ومن المجحف بحقها أن لا نسعى جاهدين أكثر لذلك». وعلى الصعيد ذاته، كتبت الكثير من وسائل الأعلام عن الازدهار المادي الذي دخل للبعض من كتاب الأغنية بالأخص لمن كتبوا للأسماء الشهيرة، لذلك يعتبرهم البعض بين قوسين مثار حسد، فسألته إن كان قد دفع لنانسي مقابل غنائها له، فأجاب: «بعض الشعراء المقتدرين قد يدفعون لمن يغني لهم، وهناك صُناع أغنية يبحث من خلالهم المطربين على النجاح، أؤكد أنهم وأقصد الشعراء يستحقون مقابل مادي كما يحدث مع المطرب وشركات الإنتاج»، ثم قال مداعباً: «بالنسبة لي لا والله أنا أخذ منهم ولا يأخذون مني»، واستطرد: «غالباً لي الحق لكني أتنازل عنه كرامة وتقدير لهم، الأمر لا علاقة له بالمادة، أتنازل عنه براحتي كهدية كما فعلت هنا، لكنني مع أن يتقاضى صاحب الأغنية لأنه موهوب ويقدم للمطرب نجاح، وذلك يفرق أيضاً عن المجاملة». وينتظر الشاعر الشهير تعاونات من (النوع الثقيل) أبرزها مع كل من رابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله، وماجد المهندس، وأردف: «قبل شهر رمضان الكريم قدمت أغنية (هلالية) مع راشد الماجد، لكن وقت طرحها لم يكن ملائماً». وفيما أن كانت الأغنية المغناة سحبته من القصيدة الجماهيرية قال: «هي أخذتني (مو راح تأخذني)، وأنا خلال هذه الفترة أحاول الرجوع للقصيدة والديوان، ذلك لأن أغلب جمهوري هو جمهور القصيدة والأمسيات، وأصدرت خلال العام ألبوم فيه مجموعة قصائد، وعلى أمل اللقاء بجمهور الرياض قريباً بالتنسيق مع هيئة الترفية». وعن شهرة قصيدته (يلي تطالع) وإمكان طرح ما ينافسها مستقبلاً، قال: «يصعب التنبؤ، ولو سألت محمد عبده عن تنبؤه بنجاح أغنية (الأماكن) قبل طرحها سيجيبك بلا أعلم، بالأخص أنها طرحت في زمن الرتم السريع، وعلى رغم ذلك أنا حريص على القصيدة الجادة أكثر». وبالعودة لتعاونه مع نانسي عجرم سألته عن سر القصيدة فبين أن المرأة أكثر أحساس من الرجل، مؤكداً أن «ما يؤدي الرجل مرة، يؤدي المرأة أضعاف»، وأكمل مداعباً: «انتفضت للمرأة ضد الرجل، على رغم أن الظلم قد يأتي أحياناً منها والقسوة أيضاً، إلا أنني قصدت بقصيدتي حجم التأثر لدى المرأة مقابل الرجل». ولم يكن هناك بداً من سؤاله كشاعر ورجل عن المرأة التي تثير عشق الرجل فأجاب: «المرأة التي تقنن العاطفة، ولا تمنحها الرجل دفعة واحدة».