رأى عدد من المراقبين والخبراء والمهتمين بكارثة سيول جدة الأخيرة أن العمل الفوري على إزالة السدود القديمة بالكامل في شرق المحافظة بحسب عمل ممنهج وخطة زمنية للإحلال، فضلاً عن إزالة المباني الواقعة في مجاري السيول، والرجوع إلى خرائط جدة القديمة شروط أساسية في التخلص من كوارث السيول التي باتت تفتك بالمحافظة كلما لاح في المنطقة نذير بدء موسم للأمطار. وأكد رئيس حملة «الخير في قيمنا» ناصر الفرحان ل «الحياة» أن حزمة من الاشتراطات تنتظر جدة لإنقاذها من مشكلة الأمطار والسيول يأتي في مقدمها ضرورة إزالة المباني الواقعة في مجاري السيول في جميع الأحياء (مع تعويض أصحابها)، إضافةً إلى محاسبة ومساءلة كل من سمح ببيع هذه المخططات واعتمد رخص البناء، التي أدت إلى وقوع هذه المشكلة الكبرى. وقال: «إن إنشاء مجاري سيول من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب (البحر) سواء عبر أنفاق كبيرة الحجم أو خطوط عبارات ونقاط تجميع في باطن الأرض ستعمل على إخفاء المشكلات التي تتسبب فيها السيول والأمطار التي تسقط على جدة، مع عدم إغفال إنشاء سدود للمحافظة على مياه الأمطار والاستفادة منها على مدار العام في مناطق تجمع السيول والأودية الرئيسة بين الجبال والعمل على إنشاء قنوات داخل الأحياء وأماكن تجمع مياه الأمطار تصب في مجاري السيول الرئيسة في محاور المدينة». وأضاف: «من المهم جداً إعادة النظر في نظام المناقصات الحكومية والمواصفات والمقاييس للمشاريع الحكومية وآلية ترسية المناقصات، فضلاً عن دعوة الشركات العالمية المؤهلة لتنفيذ المشاريع مع إمكان الاستعانة بالشركات المحلية بالشراكة مع العالمية على أن يكون العمل على مدار ال24 ساعة بنظام الورديات لسرعة إنجازها». وزاد: «من المهم أيضاً الاستعانة بمكاتب استشارات هندسية محلية وعالمية لمراقبة المقاولين وتسلم المشاريع بأسلوب مهني وهندسي يضمن سلامتها وجودة الأعمال ومطابقتها للمواصفات والمقاييس، مع حفر وتركيب مواسير خرسانية كبيرة الحجم يستفاد منها في تمرير جميع الخدمات من تصريف مياه وتمديد خطوط هواتف وشبكات كهرباء مع إيجاد غرف تفتيش ويمنع الحفر والتكسير كل حين في الشوارع والطرقات». أما الخبير الاقتصادي محمد العمار أهاب في حديثه ل«الحياة» بوجوب العودة إلى الصور الجوية القديمة التي أخذت لمدينة جدة قبل أكثر من 30 عاماً لما تشمله من توضيح للتضاريس والأودية الصغيرة والكبيرة واتجاهاتها وهذه هي الأودية الحقيقية قبل تحويلها إلى مخططات. وأوضح أن الخرائط الجغرافية ستعمل على تبيان الأودية ومصباتها فضلاً عن الخرائط «الجيولوجية» المبينة لنوعية الصخور الجبلية وصخور وتربة المسطحات المستوية، لافتاً إلى إمكان الحصول عليها من هيئة المساحة الجيولوجية ووكالة الوزارة للثروة المعدنية. وشدد على أنه من دون استخدام الصور الجوية والخرائط الجغرافية القديمة لا يمكن تخطيط جدة كما ينبغي، لذا وجب إزالة جميع المباني التي نصبت في الأودية ومصباتها «وإلا فإننا سنظل نعمل بغير خطط إذا لم نبن هذه المدينة التي خسرنا فيها بلايين الريالات وذهبت سدى».